الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أندية استفادت من تجربة اللاعب المقيم وأخرى تكمل به قائمتها

تتسابق الأندية من أجل إكمال تعاقدها مع اللاعبين المقيمين، خصوصاً في أعقاب قرار إلغاء بطولة دوري الخليج العربي وكأس صاحب السمو رئيس الدولة.

وخشية من القرار المرتقب بإلزام الأندية بالتعاقد مع لاعبين أقاموا بالدولة لمدة عام على الأقل، تسارعت وتيرة البحث أكثر من أجل الاتفاق والتعاقد مع عدد من اللاعبين ممن تنطبق عليهم شروط العمر أقل من 20 عاماً وألا يكون قد شارك مع أي منتخب لبلاده في أي فئة عمرية.

واختلف رياضيون استطلعت «الرؤية» آراءهم حول تجربة المقيم، إذ ذهب بعضم إلى أن هناك أندية استفادت من التجربة، وأخرى تكمل به قائمتها وتأتي به من الخارج لتكدّسه في الداخل.


ويعتبر ثلاثي الوصل المقيم الأكثر مشاركة، إذ لعب مع فريقه في بطولتي دوري الخليج العربي وكأس الخليج العربي 3838 دقيقة، ثم ثلاثي النصر بمجموع 3620 دقيقة في الموسم الماضي، وثالثاً حتا بـ3324.


لائحة المقيم

تنص لائحة اللاعب المقيم للأندية على قيد 3 لاعبين للفريق الأول و3 آخرين لفريق تحت 21 عاماً، بشرط الدفع بلاعبين اثنين فقط في المباراة من فئة المقيم أو المواليد أو كليهما.

ورغم المرونة التي أحدثتها الهيئة العامة للرياضة مع بداية الموسم المُلغى، إلا أن معظم الأندية لم تستفد من اللاعب المقيم الفائدة المرجوة، بل ظلت مشاركاتهم خجولة لدقائق محدودة مع وجود استثناءات من بعض الأندية بالاستفادة نسبياً من لاعبيها المقيمين.

واقع

أكد المدرب الوطني عيد باروت أن اللاعب المقيم أصبح واقعاً اختلفنا معه أو اتفقنا ويتم كل يوم انتداب لاعبين ومنحهم مساحات في ملاعبنا في دوريي الخليج العربي والأولى.

وشدد باروت على أهمية الاختيار وانتداب أفضل المواهب الكروية من مختلف دول العالم، لكونها أصبحت واقعاً فاعلاً في ملاعب الإمارات حيث يزيد عدد الأجانب على 6 في التشكيلة الواحدة، وذلك لتحقيق الفائدة في الحاضر والمستقبل مع احتمال لعبهم لمنتخبات الإمارات.

وأوضح باروت أنه يمكن استثمار اللاعب المقيم صاحب الموهبة العالية في اللعب للمنتخب مستقبلاً بعد التأكد من جدواه، عكس الانتدابات الحالية للمقيمين الأقل من الطموح وتبدو تكملة للعدد وذات تأثير سلبي، لأن هؤلاء يحتلون مساحات كانت مخصصة للمواهب المواطنة، فلا هم يقدمون الإضافة المرجوة في الحاضر والمستقبل ولا يعطون المساحة لأبنائنا.

وأضاف «لا أرى غضاضة في وجود اللاعب المقيم في ملاعبنا وهناك بعض الأندية استفادت منه مثل الشارقة والوصل، لكن لا بد من تشريعات دقيقة تضمن الحماية لمواهبنا وتحفظ تواتر الأجيال للمنتخب، المهم إحضار لاعبين يمثلون إضافة لكرة الإمارات وليس لاعبين تكملة عدد».

جدوى

طالب المحلل الفني محمد مطر غراب الهيئة العامة للرياضة بدراسة الجدوى الفنية من تجربة اللاعب المقيم بعد إكمال عامها الثاني، مشيراً إلى أن المقيم لم يعد مقيماً بقدر ما هو أجنبي كامل الأوصاف يتم انتدابه من الخارج وتكديسه بالداخل ما يضع أعباء كبيرة على ميزانيات الأندية المرهقة أصلاً.

وقال غراب إن اللائحة الحالية لا ترسم خارطة فنية واضحة للأندية لتحقيق الاستفادة القصوى من المقيم بما يصب في مصلحتها ومصلحة المنتخب، مشدداً على أهمية إخضاع تجربة المقيم التي مر عليها عامان للدراسة والتحليل بهدف رئيسي وهو تعزيز الجوانب الإيجابية وحجب أي آثار سلبية ظهرت أو يمكن حدوثها على اللاعبين المواطنين والمنتخبات الوطنية.

وأوضح «علينا إدراك حقيقة الأشياء، وهي أن 4 محترفين أجانب من الكبار يتواجدون على أرضية الملعب ومعهم لاعبان من المقيمين، ما يعني أن 6 أجانب على أرضية الملعب الذي أصبح فيه 5 لاعبين مواطنين فقط، هذه أهم حقيقة يجب العمل على معالجتها بالشكل الذي يجنبنا آثارها السلبية المحتملة».

وركز المحلل الفني على انتداب مواهب جيدة وواعدة من المقيمين، مع الاهتمام بالتوازي بأكاديميات الكرة ودوريات المراحل لكي يحدث تنافس مفيد وذو جدوى عالية بين مواهبنا واللاعبين المقيمين المستوردين من الخارج والمقيمين الفعليين في الدولة.

صبر

شدد المدرب العراقي صاحب التجربة الكبيرة في كرة الإمارات عبدالوهاب عبدالقادر على أهمية الصبر على تجربة اللاعب المقيم وإخضاعها للتحليل والدراسة المستمرة حتى بلوغ غاياتها، مشيراً إلى أن اختيار اللاعب المقيم المستورد عليه علامات استفهام عدة، وإن كان هنالك بعض الإشراقات مثل لاعب الشارقة البرازيلي فينيسيوس ميلوني الذي يشكل إضافة رائعة لفريقه.

ونوه عبدالقادر بأن الهدف الرئيسي من تجربة اللاعب المقيم هو استكشاف مواهب اللاعبين المقيمين بالدولة من أجل إتاحة الفرصة لهم لينضموا للمنتخب مستقبلاً، «لكننا نشاهد أن المقيم هو لاعب أجنبي كامل الأوصاف وإن اختلفت تسميته، لذلك علينا بذل أقصى الجهد في تقييم التجربة بعد إكمالها عامها الثاني من أجل تعزيز الإيجابيات وتجنب السلبيات».

وشدد المدرب العراقي على انتداب اللاعبين أصحاب المواهب الكبيرة من المقيمين من الخارج أو الداخل في عمر مبكر وضمه لفرق المراحل العمرية من أجل ضمان اندماجه في المجتمع ومع زملائه في النادي من مرحلة تحت 17 أو 19 عاماً، هذا يساعده على الاندماج مبكراً ويسهل اختياره للمنتخب.

وأشار عبدالقادر إلى أن هناك أندية استفادت من تجربة المقيم مثل لاعب الوحدة يحيى الغساني ولاعب الجزيرة عبدالله رمضان إضافة إلى لاعب العين يحيى نادر.

تعديل

شدد المدير الفني لأكاديمية يونايتد لكرة القدم علاء جمال على أهمية تعديل التشريعات بما يحقق الفائدة القصوى من اللاعب المقيم، مشيراً إلى أنه أصبح أمراً واقعاً على الجميع السعي لتحقيق الاستفادة القصوى منه لمصلحة الكرة الإماراتية.

وأضاف «بعد عامين من التجربة يبقى تحليلها الدقيق أمراً مهماً للغاية بحصر الإيجابيات والسلبيات، والسؤال الأهم هو هل حققنا نسبة مناسبة من الأهداف التي رسمناها لمبادرة الاستعانة باللاعب المقيم بموجب اللائحة الحالية؟».

ولفت إلى أنه من الأشياء المهمة التي يجب دراستها هو تأثير اللاعب المقيم على مواهب الكرة الإماراتية الجديدة التي تتعلم كرة القدم في أكاديميات الكرة، «هذا الأمر يساعد لاعبي الإمارات على المنافسة الحقيقية ويعطيهم فرصة حقيقية لإثبات قدراتهم، لذلك يبقى على أكاديميات الكرة بالأندية تحديداً دور حيوي في تعزيز إيجابيات المقيم وتقليص سلبياته لمرحلة الصفر».

مطالب

طالب عدد من الأعضاء في إدارات أندية دوري الخليج العربي ودوري الأولى، فضّلوا عدم ذكر أسمائهم، بمراجعة لائحة اللاعب المقيم وتقييمها منذ انطلاقها قبل عامين حتى اللحظة.

واقترحوا تسجيل حراس مرمى من فئة المقيمين، وإلغاء البند الذي يمنع الأندية من إشراك ثلاثي الفريق الأول المقيم في مباريات الرديف، والسماح بمشاركة لاعبي الفريق الرديف المقيمين مع الفريق الأول.