الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

عوار.. آخر الطيور الجزائرية المحلقة بألوان فرنسا

عوار.. آخر الطيور الجزائرية المحلقة بألوان فرنسا

حسام عوار. (أ ف ب)

تسبب قرار حسام عوار، النجم الصاعد مؤخراً في صفوف أوليمبيك ليون الفرنسي، بارتداء قميص منتخب فرنسا، في استياء الجماهير الجزائرية، التي رأت في السنوات الأخيرة طيورها المهاجرة تتسرب واحداً تلو الآخر مرتدية قمصان منتخبات أوروبية.



ويعد عوار آخر حلقة في سلسلة لاعبين ولدوا في فرنسا من أبناء المهاجرين الجزائريين، والذين قرروا عدم العودة أو تمثيل منتخب «الخضر».



وتضم القائمة مواهب كبيرة سطعت في سماء الساحرة المستديرة ولعبت لمنتخب «البلوز» مثل زين الدين زيدان وكريم بنزيمة ونبيل فقير.



وقال الصحفي الجزائري مخلوف مهني عن اختيار عوار اللعب لفرنسا: «خيار توقعه الكثيرون لم تمله إلا الرغبة في تنحية كل الخيارات لأجل تحقيق مسيرة عظيمة تُنبئ بها موهبته الكبيرة، من دون الإساءة لمن يخطئون في قياس وطنية الشباب من (جيل المهاجرين إلى فرنسا) بلون القميص الذي يختارونه».



ويتكرر الجدل كثيراً عند الحديث عن المنتخب الوطني الجزائري، وتتخلله دائماً ذكرى «أبطال الاستقلال» الذين لبوا في خضم الحرب مع فرنسا، نداء جبهة التحرير الوطني الجزائرية، وتركوا معسكر «البلوز» قبل مونديال 1958 للانضمام إلى المنتخب الوطني الأول لدولة لم يكن لها وجود آنذاك.



هذه القصة رواها ببراعة مؤلفا السيناريو الفرنسيان برتراند جاليك وكريس، ورسمها الإسباني خابي ري في فيلم «Un maillot pour l'Algérie» (دوبوي 2016)، من بطولة رشيد مخلوفي، النجم السابق لسانت إيتيان والمنتخب الفرنسي.



وبعد الاتصال به من قبل جبهة التحرير الوطني الجزائرية، هرب مخلوفي سراً مع زميله بالمنتخب مصطفى زيتوني، الذي كان يتابعه ريال مدريد، وسافرا مع 8 جزائريين في المنتخب الجزائري آنذاك من خلال إيطاليا إلى تونس للانضمام إلى منتخب تاريخي.



بدأ مخلوفي مسيرته في 9 مايو 1958 في ملعب الشاذلي زويتن في تونس، حيث كان يتواجد المنتخب الجزائري، الذي لم يكن يعترف بالفيفا، وفاز على المغرب 2-1، ما أثار حماس مواطنيه وجيرانه العرب.



وبعدها حقق الفوز على تونس 6-1 وسلسلة من 80 مباراة قادت هؤلاء الثوار بلا بنادق للدفاع عن القضية الجزائرية على أرض الملعب.



وتساءل المدرب الجديد للمنتخب الجزائري جمال بلماضي، الذي يتمتع أيضاً بجنسية مزدوجة، قبل أشهر «بعيداً عن أسلافنا الشجعان بفريق جبهة التحرير الوطنية، هل هناك لاعبون قرروا تغيير جنسيتهم الرياضية والانضمام إلى أي منتخب جزائري؟».



وأضاف بعدما تسرب للصحافة أنه كان يسعى لإقناع الحارس لوكا زيدان بالانضمام لمنتخب «الخضر»: «لا يوجد. لو كان حدث ذلك، فستكون أول مرة. لا أقول أن الأمر مستحيل، ولكن لم يحدث أبداً».



رياض محرز الاستثنائي

وعادة ما تطرق الجدل في السنوات الأخيرة إلى حالة مهاجم مانشستر سيتي رياض محرز الذي قاد المنتخب الجزائري للفوز ببطولة أمم أفريقيا في 2019.

ولبى محرز الذي كان لاعباً مغموراً في الدوري الفرنسي في 2013 دعوة المنتخب الجزائري للانضمام إليه آنذاك، قبل أن يتألق ويصبح أفضل لاعب في أفريقيا، عقب تتويجه مع فريقه السابق ليستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز.



وقال مهني: «لا نعرف ماذا كان سيصبح قراره لو كان لاعباً كبيراً آنذاك. نعرف فقط بأنه لم يكن كذلك في تلك الفترة. كان يلعب لفريق لوهافر المتواضع وكانت فرص انضمامه للمنتخب الفرنسي صفراً».



وأضاف «بالطبع كان يمكن أن يفعل كما فعل آخرون مثل يوري برشيش ويقول إن الجزائر لا تهمه وينتظر بهدوء لمعرفة ما إذا كان سيتم استدعاؤه من قبل فرنسا، حيث سيكون له اليوم مكان فيها، ولكن محرز لم يفعل ذلك»، قبل أن يعود للدفاع عن قرار عوار، الذي يتطلع لتحقيق ما فعله زيدان وبنزيمة، والطموح في إمكانية الفوز بكأس العالم.



واعتبر أن «قرار عوار ومن سبقوه لا يمثل إخفاقاً للاتحاد ولا إهانة للجزائر وشعبها. الجزائر لا تستطيع استقطاب لاعبين مزدوجي الجنسية من الطراز العالمي لأسباب رياضية بحتة. اللعب لمنتخب وطني كبير يفتح أبواباً كثيرة مقارنة بالمنتخب ذي المستوى القليل. مرة أخرى، إنه اختيار مسيرة مهنية وليس اختيار وطن».