الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

التهرب من الضرائب.. كابوس يخلط أوراق الدوريات الكبيرة

التهرب من الضرائب.. كابوس يخلط أوراق الدوريات الكبيرة

ميسي مع والده خورخي في محكمة إسبانية. (غيتي)

فاجأت دراسة، أجرتها شركة «يو إتش واي» للمحاسبة في أغسطس الماضي ونشرتها الغارديان البريطانية، الجميع بإعلانها عن ارتفاع عدد اللاعبين المتهمين بالتهرب الضريبي في المملكة المتحدة إلى 246 لاعباً في موسم 2019 ـ 2020 مقارنة بـ87 لاعباً في الموسم الذي سبقه، قبل أن تعلن سلطات الضرائب هناك فتحها تحقيقات فورية في المزاعم، محذرة في الوقت ذاته من خطورة استمرار اللاعبين في التحايل على قوانينها.



وبعد شهر تقريباً، من واقعة بريطانيا، تجمع العشرات من المصورين خارج أحد المحاكم في مدريد، انتظاراً لخروج لاعب أتلتيكو مدريد دييغو كوستا، من محكمة تسوية من قضية تهرب ضريبي مثبتة، وهو أمر نجح فيه كوستا وتفادي السجن 6 أشهر بدفع مبلغ مالي كبير.



وهناك في إسبانيا، كثيراً ما عهد عشاق الساحرة المستديرة أخبار من قبيل حكم على نجوم كبار بالسجن، بسبب التهرب الضريبي، حيث طال الأمر غالبية النجوم الكبار في البطولة الإسبانية، أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي وقبله نيمار وكريستيانو وآخرون، حتى صنفت إسبانيا وسلطاتها الضريبية في خانة الأكثر تشدداً في هذا المضمار.



انقلاب

حتى نهاية العقد الماضي، كان ينظر لإسبانيا بكونها الوجهة الأكثر جذباً لأصحاب الدخل المليوني، وخصوصاً لاعبي الكرة، والذين على الأرجح، كانوا هم المعنيين بالقانون الذي سنته مصلحة الضرائب الإسبانية في 2005.



وفرضت إسبانيا بموجب ذلك القانون تخفيض الضرائب على كل أجنبي يزيد راتبه عن 600 ألف إسترليني بأن يدفع ما قيمته 24% فقط، في حين حرمت الإسبان من ذلك الاستثناء وفرضت عليهم دفع 45% من قيمة الراتب كضريبة دخل.



وفي أوساط الرياضة سمي ذلك القانون بـ«قانون بيكهام»، لجهة أن النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام كان أول من استفاد منه، قبل أن يفتح القانون الطريق لهجرة الكثير من النجوم إلى الليغا، واستمر الأمر إلى حين وصول البرتغالي رونالدو.



وفي 2010 وتحت الضغط المحلي، علقت السلطات الإسبانية العمل بالقانون، قبل أن تجد نفسها في معركة كر وفر مع اللاعبين، مسرحها إخفاء دخلهم الحقيقي، لتجنب دفع الأموال الطائلة للضرائب.



جدل في بريطانيا

لعبة الضرائب وإداراتها، يبدو أنها أكبر من فرض قانون محلي، إذ بدت بريطانيا، التي اشتهرت بكون دوريها الأول لكرة القدم الأغلى والأقوى عالمياً، أقل تشدداً، عندما خفضت الضرائب على حقوق الصور إلى 19% فقط، في حين أبقت ضريبة الدخل على حالها، بـ45% من مدخول اللاعب.



وبحسب الغارديان، منح هذا الإجراء الأندية واللاعبين متنفساً من القبضة الضريبية المتشددة، إذ لجأت الأندية إلى رفع قيمة عقد حقوق الصور إلى مبالغ مليونية، مقابل تخفيض قيمة أجر اللاعب الأسبوعي، الذي سيدفع على إثره الضريبة.



إيطاليا.. أن تأتي متأخراً

في إيطالياً التي وجد دوريها العريق (الكالشيو) نفسه خارج إطار جاذبية النجوم، لم يجد دعماً أفضل من القانون الذي سنته السلطات الضريبية في 2017، والذي يقضي بدفع أي لاعب أو موظف ينتقل إلى إيطاليا مبلغ 100 ألف يورو فقط على مجموع مدخوله من خارج إيطاليا، ليريح بالتالي نفسه من سياسية القط والفار بينه وبين السلطات.

وتسود قناعات كبيرة بين أوساط المتابعين بأن انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس في 2018 قادماً من ريال مدريد مقابل 100 مليون يورو، لم يكن لشيء، سوى للقانون الجديد المريح، رغم النفي المشدد من قبل اللاعب الملقب بـ«الدون»، وإرجاعه سبب احترافه في إيطاليا إلى قوة الدوري، ورغبته الشخصية.



ويدفع رونالدو حالياً ما قيمته 25 مليون يورو فقط، كضريبة سنوية على راتبه الذي يبلغ 55 مليون يورو، إلى جانب مبلغ 100 مليون يورو، نظير ما يتقاضاه من حقوق صور وأموال رعاية من خارج الكالشيو.



وما بين التشدد الإسباني والتساهل الإنجليزي والإيطالي، تبدو الدوريات في مفترق طرق، إذ لن يكون من الآن وصاعداً قوة المنافسة والتسويق هما عاملي الجذب الوحيدين للمواهب، بقدر ما تكون لمرونة تلك الدول ضريبياً دوراً خفياً، بإمكانه ضمان انتعاش أكبر لمسابقتها، يضاعف من قوتها ويجعلها وجهة لكبار نجوم الساحرة المستديرة.