الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عقارات ومقاهٍ وأكاديميات.. لاعبو دورينا يطرقون أبواب الاستثمار مبكراً

لا تكاد تمر مدة طويلة بدون نقل وسائل الإعلام الرياضية العالمية أخباراً عن دخول لاعب أو أكثر في استثمارات جديدة، في إطار استعداداته مبكراً لحقبة ما بعد اعتزال الساحرة المستديرة، وسبب التركيز هنا، على الأرجح، رغبتهم في استغلال وهج النجومية الحالية في الترويج لعالمهم الاستثماري الجديد، وهنا يبدو النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي مثالين بارزين للعيان.

محلياً، اتجه عدد من لاعبي دوري الخليج العربي في الآونة الأخيرة إلى الدخول في مجال الاستثمار العقاري وإنشاء المقاهي والمطاعم، وذلك لتأمين مستقبلهم لحياة ما بعد الاعتزال والتوقف عن ممارسة الكرة، نظراً لأن عمر اللاعب في ملاعب كرة القدم قصير، وبالتالي يريد أن يؤمن مستقبل حياته وأسرته على المدى الطويل.

ويعتبر لاعب شباب الأهلي ماجد حسن من أوائل اللاعبين الذين اقتحموا عالم الاستثمار بعيداً عن كرة القدم، إذ كان من السباقين في هذا المجال بافتتاحه قبل سنوات ماضية «صالون حلاقة رجالي» في دبي أطلق عليه اسم(M88) ، وهو يحمل الحرف الأول من اسمه مقروناً برقم قميصه في ناديه، وتطورت مشاريع ماجد حسن ليفتتح فيما بعد مطعماً متخصصاً في تقديم أشهر الوجبات اليابانية «السوشي».

وعلى نهج ماجد حسن سار العديد من لاعبي أندية دورينا مقدمين على الولوج إلى مجال الاستثمار في المطاعم والمقاهي بجانب العقارات، إذ يملك عدد من لاعبي دورينا الكثير من العقارات السكنية والتجارية في مناطق متعددة بإمارات الدولة يستثمرون فيها أموالهم التي يجنونها من الأندية سواء في حال الانتقال من نادٍ لآخر أو عند تجديد العقود.

تشجيع

وبدوره، قال حارس منتخب الإمارات ونادي الجزيرة علي خصيف، إن لاعبي كرة الإمارات يملكون فكراً كبيراً في مجال البزنس والأعمال التجارية، وأنا أشجع زملائي اللاعبين على الدخول لهذا المجال، وأن يبحثوا عن مصادر دخل أخرى بخلاف كرة القدم، نسبة إلى أن أعمارهم في الملاعب محدودة، وبعدها ستتوقف مسيرتهم، ولذلك من الأفضل لهم أن يؤسسوا لحياة ما بعد كرة القدم بإيجاد مداخيل ثابتة تدر عليهم أرباحاً وأموالاً تعينهم في حياتهم.

وعن أكثر المجالات التي يفضل خصيف الاستثمار فيها بعد اعتزال كرة القدم، قال حارس الجزيرة: «الحمد لله نحن في دولة قيادتها توفر لمواطنيها الكثير من الفرص، وتساعدهم على النجاح، خصوصاً مجال الاستثمار، إذ توفر فيه الدعم والتسهيلات اللازمة للمواطن لكي يستثمر أمواله.. بالنسبة لي أفضل الاستثمارات في مجال العقارات باعتبار أن العقار هو الابن البار، وأكثر المجالات التجارية استقراراً وضماناً، وأتمنى من إخواني اللاعبين أن يدخلوا في هذا المجال، وأنا أيضاً أشجع كل شخص سواء كان لاعباً أو غيره، أن يدخل مجال الاستثمار حتى ولو بشيء بسيط فاستثماره سيكبر مع مرور الأيام حتماً، ويعود عليه بالنفع».

كافيه عيد

وفي السياق نفسه، دشن لاعب الفجيرة المعار إليه من نادي العين علي عيد، مسيرته في مجال الاستثمار، وذلك بافتتاحه «كافيه»، في فبراير المقبل بمسقط رأسه مدينة العين، حيث اكتملت كافة الترتيبات الخاصة بتجهيز المحل وتدعيمه بكل ما يحتاجه لكي يصبح خياراً مناسباً لقضاء أجمل الأوقات برفقة الأصدقاء والأسر، كما أفاد عيد (الرؤية) بذلك.

وعن السبب الذي جعله يفكر في الاستثمار خارج المستطيل الأخضر يقول لاعب الفجيرة الحالي علي عيد: «والدتي ووالدي الله يحفظهما، من خلال تربيتهما لي، علمّاني ضرورة عدم الاعتماد على مصدر دخل واحد في حياتي، وأن يكون هناك تعدد في مصادر الدخل، حتى لا أتضرر في حال حدوث أي مستجدات، ومن هنا، أخذت الفكرة على محمل الجد، وبدأت أدرس في الكيفية التي يمكن أن أستثمر بها أموالي، وبعد دراسة وتمحيص، استقريت على إنشاء المقهى الذي أقوم بافتتاحه في فبراير المقبل بدار الزين».

وبخصوص تركيزه على اختيار كافيه لتقديم المشروبات الساخنة والباردة والوجبات الخفيفة، دون غيره من المجالات التجارية أوضح عيد: «سبب اختياري لمشروع المقهى، هو الإقبال الكبير الذي لمسته على (الكافيهات) في الدولة، وجذبها الناس من جميع الشرائح المجتمعية المختلفة، ولذلك فضلت أن تكون بدايتي الاستثمارية بهذا المشروع، وأتمنى أن أوفق فيه وأحقق نجاحات تجعلني أتوسع وأفتتح فروعاً أخرى للمقهى في أنحاء الدولة».

أكاديمية مسعود سليمان

وبدوره، لم يبتعد لاعب الظفرة مسعود سليمان عن مجال كرة القدم، وذلك باختياره الاستثمار في أكاديمية لتعليم الصغار كرة القدم، وأطلق عليها اسم تورنتو الرياضية المتخصصة لتدريب اللاعبين الصغار من سن 5 سنوات وحتى 14 عاماً فنون الكرة، في منطقة البرشاء بدبي.

ويرمي سليمان إلى الاستفادة من خبراته كلاعب كرة قدم في تطوير أكاديميته باستقطاب أفضل المدربين للعمل فيها ما يجعلها جاذبة للأسر لإيفاد أبنائهم إليها لتعلم أساسيات كرة القدم، وفي المقابل يستفيد سليمان مادياً من العوائد التي يحققها من المبالغ التي تدفعها الأسر نظير ما يجده أبناؤها من رعاية وتدريب في أكاديمية تورونتو.

وفي حال نجحت الأكاديمية وحققت الأهداف التي من أجلها أنشئت ستكون الخطوة محفزة للعديد من اللاعبين للتوجه نحو الاستثمار الرياضي بدلاً عن العقارات والكافيهات لتأمين حياة ما بعد الاعتزال، باعتبار أنهم أصحاب خبرات في هذا المجال وليسوا غرباء عنه.