الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

مبيعات القمصان.. نصيب الأسد للشركات والأندية تلتهم «كعكة» الرعاية

مبيعات القمصان.. نصيب الأسد للشركات والأندية تلتهم «كعكة» الرعاية

قمصان رونالدو مع يوفنتوس. (أرشيفية)

كثيراً ما أبهرت عقود الرعاية الضخمة للقمصان، والتي تبرمها أندية كرة القدم مع شركات الملابس الرياضية، الكثيرين، لجهة الملايين التي تجنيها تلك الأندية من الاتفاقيات، لكن ربما قليلون فقط، توقفوا عن الدوافع الحقيقة وراء التنافس الشرس بين تلك الشركات على رعاية قمصان الكبار.

البحث عن الانتشار من بوابة الإعلانات، واجتياح الأسواق، سيتصدران، على الأرجح، التبريرات لطبيعة العلاقة التاريخية بين شركات الملابس الرياضية وأندية كرة القدم، لكن بتمحيص أعمق قد تتكشف بعض الحقائق، أبرزها أن تلك الشركات تستهدف إلى جانب تسويق نفسها، جني المزيد من الأموال، نظير بيعها قمصان كبار نجوم الساحرة المستديرة.

وبالعودة إلى عقود الرعاية، تدفع شركات الملابس الرياضية لأكبر خمسة أندية في العالم ما قيمته 430 مليون إسترليني بنهاية كل موسم، عبارة عن ارتداء تلك الأندية لقمصانها، ويتصدر ريال مدريد قائمة المستفيد بـ (110 ملايين إسترليني من أديداس)، ويليه برشلونة بـ(100 مليون إسترليني من نايكي)، وليفربول بـ (80 مليون إسترليني من نايكي)، ومانشستر يونايتد بـ(75 مليون إسترليني من أديداس) ومانشستر سيتي بـ(65 مليون إسترليني من بوما).

الكعكة الكبيرة

خلف هذه المبالغ الباهظة التي تُدفع للأندية، تبرم تلك الشركات عادة عقود تصنيع ملابس بأسماء نجوم كبار الفرق وبيعها، مقابل عمولة رمزية للنادي عن كل قميص.

وتبلغ قيمة عمولة النادي المتعارف عليها حالياً 7 % من قيمة أي قميص يتم بيعه، وهو عائد قليل، ربما، للأندية.

وبحسب المدير التنفيذي لشركة أديداس الألمانية هيربر هاينر، فإن سبب ضغط الشركات على الأندية هو تكلفة تصنيع القميص، وما يتطلبه من (خامات خاصة)، مشيراً إلى أن شركته، على سبيل المثال، لا تبالغ في الأسعار من أجل ضمان أكبر بيع لقمصان النادي، وبالتالي تسويق اسمه.

ليفربول استثناء

في ظل تمسك الشركات بنسبة الـ7% عمولة للأندية، نجح ليفربول في انتزاع أعلى نسبة تمنح لناد حالياً، وذلك بحصوله على نسبة 20% عوائد من بيعه كل قميص للاعبيه تصنعه شركة نايكي الأمريكية، التي تخلى للتعاقد معها عن شريكه التاريخي شركة نيو بلانس.

حلم صعب التحقق

كثيراً ما تداولت وسائل الإعلام أخباراً من قبيل ارتفاع جنوني في بيع قمصان ناد بمجرد انضمام نجم كبير، وهو أمر يفسر، عادة، في اتجاه نجاح النادي اقتصادياً في الصفقة، باعتبار ذلك سيسهم في تسديد قيمتها، لكن يبدو ذلك حلماً لا علاقة له بالواقع.

وخير مثال على ذلك، ما حدث مع يوفنتوس الإيطالي الذي باع نصف مليون قميص لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو بمجرد وصوله للفريق.

وبافتراض أن سعر القميص الواحد هو 90 يورو، فإن قيمة المبيعات ستبلغ 45 مليون يورو، وهو مبلغ ضخم، لكن يوفنتوس لن ينال منه سوى 3.150 مليون يورو فقط، عبارة عن نسبة عمولته البالغة 7%، وهو مبلغ أقل من أن يسهم في دفع تكلفة تسجيله التي بلغت 100 مليون يورو.

أرباح طائلة

ربما يتساءل الكثيرون، عن سبب تنازل الأندية عن العوائد الكبيرة لمبيعات قمصانها لصالح الشركات، لكن، بحسب المحامي جاك كوهين، فإنها تتغاضي عن ذلك من أجل عقود الرعاية التي تبرمها مع تلك الشركات.

وقال كوهين في تصريحات لإندبندنت البريطانية: «اتفاقية بيع القمصان، هي اتفاقية ملحقة بالكبرى وهي اتفاقية الرعاية، والتي تدفع بموجبها الشركات مبالغ ضخمة للأندية، مقابل الحصول على حقوق بيع القمصان، ومنح الأندية فقط نسبة قليلة تتراوح بين 7 إلى 15%».

وفي جانب الشركات، وعلى الرغم من عدم ضمانها بيع جميع القمصان، لكنها ظلت على الدوام تحقق أموالاً طائلة.

وعلى سبيل المثال فإن شركة أديداس التي تمنح مانشستر يونايتد 75 مليون إسترليني سنوياً مقابل رعاية قميصه، ظلت تجني من بيع قمصان الشياطين الحمر ما قيمته 1.5 مليار كل موسم، وهو أمر رسمي صرح به المدير التنفيذي لها هيربر هاينر.

وختاماً، ربما يطرح شخص آخر ما سؤالاً عريضاً عن سبب إحجام الأندية عن تصنيع ملبوساتها بنفسها، وتسويقها للاستفادة من عوائدها الضخمة، وهنا يجيب المحامي كوهين مرة أخرى، بأن الأندية ستخسر أكثر، لجهة عدم امتلاكها شبكات التوزيع التي بحوزة شركات الملابس الرياضية.