الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

متغيرات كرة القدم تزيد الطلب على علم النفس الرياضي

متغيرات كرة القدم تزيد الطلب على علم النفس الرياضي

إصابة فان دايك أثرت نفسياً وفنياً على ليفربول. (غيتي)

لا يختلف كثيرون على الدور الكبير الذي يلعبه علم النفس في مجال كرة القدم خصوصاً والرياضة عموماً، خصوصاً في العصر الحديث والذي بات فيه تعيين أي نادي لطبيب نفسي مسألة بديهية.

و مع مرور الزمن، اشتهر ما يطلق عليه علم النفس الرياضي، إذ تعود بدايات ظهوره الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يركز بداية بكرة القدم، بل بالرياضات الأخرى المنتشرة في أمريكا، خصوصاً البيسبول وكرة القدم الأمريكية، وأول من اعتمد على ذلك كان نادي شيكاغو كابز للبيسبول.

وتم افتتاح أول مختبرات بحثية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي في «أمريكا»، بينما تأسست الجمعية العلمية لعلم النفس الرياضي (ISSP) في عام 1966، قبل البدء بعقدِ دوراتٍ في جامعات قارة أمريكا الشمالية، في حين شهدت فترة الثمانينيات بدء التركيز العلمي على هذا الجانب، والعمل على علم النفس الرياضي بشكلٍ أوسع.

وترتبط الرياضة وكرة القدم بعلم النفس ارتباطاً وثيقاً، وتتركز أهدافه فيها بحسب لاعبة النادي الأرثوذكسي الأردني السابقة ضحى الزغول، والتي نشرت رسالة بحثية حول علم النفس الرياضي، في التقليل من التوتر بسبب المنافسة، وتحفيز اللاعبين، والحالة النفسية للاعب.

خلال دراستها مجال «الإدارة الرياضية العالمية» في كوريا الجنوبية في حديثها لـ«الرؤية» «هنالك الكثير من الأمور التي يمكن التطرق لها حول علم النفس الرياضي، وهنالك دراسات كثيرة أجريت حول هذا الأمر، خصوصاً في بريطانيا، وتحديداً حول الضغط النفسي الذي يُصيب اللاعبين».

وعن الحاجة لعلم النفس الرياضي قالت الزغول في حديث لـ«الرؤية»: «الطاقم التدريبي للأندية يحتوي على شخص مختص بعلم النفس، وينحصر دوره في مساعدة المدرب من أجل دراسة الحالة النفسية للاعبين والتي تتعلق بأدائهم، ويمكنهم التنبؤ أيضاً بأدائه مستقبلاً، من خلال ربط حالته النفسية بالأداء الذي يقدمه».



حالة فان دايك ليفربول

وعن طبيعة عمل النفس، يشرح عالم النفس الرياضي البريطاني دان أبراهامز، والذي عمل مع مدربين كثر في الدوري الإنجليزي منهم ستيف ماكلارين وإيدي هاو: «يحفز اللاعبين على دمج المهارات العقلية بروتينهم، أساليبه بسيطة وفعالة».



يدور حالياً الكثير من الجدل بشأن سبب التراجع الكبير لفريق ليفربول الإنجليزي هذا الموسم، وهو التراجع الذي بدأ بمجرد إصابة مدافعه القوي الهولندي فيرجيل فان دايك.



وبعيداً عن الدور الفني للمدافع الهولندي وتأثير ذلك علي ليفربول الذي يحتل حالياً المركز السادس في ترتيب البريمييرليغ برصيد 43 نقطة وبفارق 19 نقطة عن مانشستر سيتي المتصدر، رأى دان أن غياب فان دايك ضرب في المقام الأول البنية النفسية والمعنوية للفريق.



وقال دان في تصريحات إعلامية لموقع «ذا أثلتيك» البريطانية: «ذلك يُحدث فرقاً في الحالة العاطفية داخل غرفة الملابس، وقد يؤدي إلى القلق، هنالك أشخاص يغيرون قواعد اللعبة بمجرد وجودهم ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إطلاق هرمون الأدرينالين في الأداء».



وأضاف: «رؤية شخص مثل فان دايك في تشكيلة الفريق يحدث فرقاً لأن اللاعبين يعرفون بأنه سيساعدهم، ومن دونه تقل الثقة عند اللاعبين».



وأجمل دان التراجع الفني الذي يسم أداء ليفربول في التأثر النفسي، قائلاً إن تركيز كلوب ومساعده النفسي على شحذ الروح المعنوية كفيل بعودة الفريق إلى الانتصارات، حتى بدون فان دايك.



ويؤكد حديث دان حقيقة واحدة مفادها ضرورة اتجاه جميع الأندية إلى الطب النفسي الرياضي وإدخاله في منظومتها، وذلك تفادياً لهزات مثل الهزة الحالية التي يمر بها فريق ليفربول.