الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

أفريقيا تعوّل على الملياردير موتسيبي لإنقاذ اتحادها «المريض»

أفريقيا تعوّل على الملياردير موتسيبي لإنقاذ اتحادها «المريض»

باتريس موتسيبي. (رويترز)

بعد مسيرة حافلة بالنجاحات التجارية، سيتبوأ الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي الجمعة في الرباط بالتزكية، منصب رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الغارق في مزاعم فساد منذ سنوات.



وصف العاجي جاك أنوما، أحد المرشحين الثلاثية المنسحبين لموتسيبي والذي سيعمل مستشاراً خاصاً له، الاتحاد الذي يتخذ من العاصمة المصرية القاهرة مقراً له بالـ«مريض».



من جهتها، كتبت صحيفة «دايلي مافريك» الجنوب أفريقية أن الاتحاد الأفريقي (كاف) «بالوعة للفساد والمصالح الذاتية.. منظّمة معطلة تحاول التخلص من عقود من التخلف».



ويخلف موتسيبي (59 عاماً) الملغاشي أحمد أحمد الموقوف لسنتين بعدما قلصت محكمة التحكيم الرياضية الاثنين إيقافه لخمس سنوات من قبل الاتحاد الدولي (فيفا) لقضايا فساد.



وتوصّل رئيس الاتحاد الدولي السويسري-الإيطالي جاني إنفانتينو إلى عقد اتفاق يقضي بانسحاب المرشحين أنوما، السنغالي أغوستان سنغور والموريتاني أحمد ولد يحيى، بحيث يحصل الأول على منصب مستشار الرئيس ويحتل الأخيران منصبي نائبي الرئيس.



خطوة نالت إشادة من إنفانتينو «أهنئ الرجال الأربعة هنا. هؤلاء الرجال الأربعة جعلوا المستحيل ممكناً. أظهروا أنه من الممكن العمل كفريق واحد وراء مشروع، برنامج، رؤية، وهي رؤية لمشروع دفع كرة القدم الأفريقية إلى القمة العالمية».



وسيكون موتسيبي أول جنوب أفريقي يرأس الاتحاد الأفريقي، وذلك بعد رئيسين من كل من مصر والسودان ورئيس من أثيوبيا والكاميرون ومدغشقر.



وخلافاً لرؤساء سابقين في الاتحاد القاري، قادمين من اتحاداتهم الوطنية، برز اسم موتسيبي من خلال رئاسته نادي ماميلودي صندوانز الجنوب أفريقي بطل القارة في 2016. رئيس نادي مدينة بريتوريا منذ 2003، قبل إعلانه في الأيام الماضية أنه سيتخلى عن منصبه لنجله، بحال فوزه في الانتخابات القارية.



فشل أحمد بعد قبضة حياتو

بدأ موتسيبي حياته العملية في مهنة المحاماة، انتقل إلى التعدين والمناجم وينخرط راهناً في العديد من الشركات.



تقدّر مجلة فوربس المتخصصة ثروته الشخصية بـ2,9 مليار دولار أمريكي، ليكون عاشر أغنى رجل أفريقي.



وكانت محكمة التحكيم قد قلصت الاثنين إيقاف أحمد أحمد من قبل فيفا من 5 سنوات إلى سنتين لخروق متعلقة بـ«واجب الولاء.. عرض وقبول هدايا أو مزايا أخرى.. إساءة استخدام المنصب» بالإضافة إلى «إساءة إدارة الأموال».



وكان وزير الصيد الملغاشي السابق قد أوقف لفترة قصيرة وخضع للتحقيق في فرنسا في يونيو 2019 بشبهات فساد قبل إخلاء سبيله، علماً بأنه وصل إلى منصبه في 2017 بدعم من إنفانتينو، منهياً حكماً دام 29 عاماً لعيسى حياتو بنيله 34 صوتاً مقابل 20 للكاميروني الواسع النفوذ الذي لاحقته أيضاً فضائح فساد عديدة.



أعلن نهاية السنة الماضية أنه يحصل على دعم 46 اتحاداً وطنياً من أصل 54، قبل إيقافه من فيفا.

انتقادات

وتعرّض «اتفاق الرباط» الذي شارك برعايته رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع، لانتقادات البعض، فشبّه الليبيري موسى بيليتي، عضو اللجنة التنفيذية السابق في كاف، إنفانتينو بالملك البلجيكي السابق ليوبولد الثاني الذي كان «رئيساً ومالكاً مطلقاً للكونغو بين 1885 و1908»، مضيفا أن إنفانتينو يستمرّ بالتأكيد «أنه العدو الأول للكرة الأفريقية».



وتابع «نعرف أن الجزء الثاني من الاتفاق سيكون بنقل (السنغالية) فاطمة سامورا (الأمينة العامة في فيفا راهناً) من زيوريخ إلى القاهرة لتكون أمينة عامة للاتحاد الأفريقي، فيما يتم ترفيع (السويدي) ماتياس غرافستروم لمنصب أمين عام الاتحاد الدولي».



وكان أنوما، العضو السابق في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (فيفا) ورئيس الاتحاد العاجي بين 2002 و2011، وصف الأربعاء الماضي، قبل انسحابه، طريقة الاتحاد الدولي بالالتفاف وراء موتسيبي بأنها «ليست ديمقراطية كثيراً».



تابع العاجي الذي سبق أن ترشح لرئاسة كاف في 2013 لكن تم استبعاده بعد إجراء تعديل «ملائم» في قاعدة الترشيح، لأنه لم يكن عضواً في اللجنة التنفيذية للكاف «أنا مصدوم. لقد ركزنا على توزيع المناصب بدلاً من الاتفاق على الوحدة. يبدو لي أننا ضحينا بأفريقيا على مذبح الطموحات الشخصية».



ويقول باكاري سيسيه مسؤول مجلة ريكور السنغالية الرياضية الأسبوعية «موتسيبي يملك أسوأ سيرة بين الأربعة، لن يكون سوى دمية. فيفا يريد إسقاطه بالمظلة على الكرة الأفريقية.. ليس لديه الوقت حتى لرعاية ناديه».



واعتبر قطب صناعة التعدين وصهر رئيس الجمهورية سيريل رامافوزا، الأقل شهرة بين المرشحين الأربعة. فيما أشاد رئيس اتحاد جنوب أفريقيا داني جوردان بـ«براعته في الأعمال، ومعرفته بالحوكمة والأعمال العالمية».