الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

يورو 2020.. تعويض خسائر الـ300 مليون يورو في مهب الريح

يورو 2020.. تعويض خسائر الـ300 مليون يورو في مهب الريح

يورو 2020 يواجه الكثير من التحديات. (من المصدر)

حتى فبراير 2020 لم تتجاوز «أوزار» رئيس الاتحاد الأوروبي للكرة ميشيل بلاتيني داخل أروقة يويفا محطة تلويثه سمعة المؤسسة العريقة إثر تورطه في استلام رشى مالية، والآن، يبدو أن أسطورة الكرة الفرنسية فقد آخر متعاطف معه في مقر الاتحاد، والسبب هنا يعود لقرار اتخذه قبل 9 أعوام، وقضى بلعب يورو 2020 في 12 مدينة أوروبية.



وبحسب تقارير، فإن قرار بلاتيني،وقتها، هدف لتحقيق 3 مكاسب، الأول استعراض عضلات القارة العجوز ولُحمتها التي ليس لها مثيل، إذ يلاحق المشجع الأوروبي المباريات بين أكثر من عشرة دول بدون تأشيرة دخول، إضافة إلى الاحتفاء بشكل لائق بمرور 60 عاماً على تأسيس يويفا، إلى جانب الأهم وهو تحقيق إيرادات مالية تتجاوز 2 مليار يورو.



الآن، ومع تبقي نحو شهرين من انطلاق البطولة المؤجلة، تبدو الأمور ضبابية للغاية، إذ لا يزال فيروس كورونا المستجد، الذي أجّل المسابقة من الصيف الماضي، يواصل عناده، رافضاً التواري عن عالم البشرية، محولاً أحلام بلاتيني الكبيرة تلك إلى حيرة تؤرق يويفا ورئيسه ألكسندر سفيرين مع صباح كل يوم جديد.



خسائر مالية

كبدّ قرار تأجيل البطولة إلى الصيف الحالي من الماضي خزائن يويفا خسائر بقيمة 300 مليون يورو، دفعها لإيجارات الفنادق المستحقة، ومقدمي خدمات من مطاعم وترحيلات للمنتخبات الـ24 المشاركة في النسخة الاستثنائية.



ويتوقع المختصون بالشأن الاقتصادي الرياضي على مدى واسع ارتفاع الخسائر تلك إلى 400 مليون يورو، بحال إلغاء البطولة تحت أي طارئ.



ورغم حجم المبلغ، فإن يويفا دفعه بسخاء كبير، إذ كان يمني النفس بتعويضه من عودة الجماهير هذا الصيف، لكن الآن لا يبدو ذلك ممكناً، بسبب استمرار الجائحة، التي تهدد خزينته بخسارة ثروة طائلة، قوامها طلبات على 28 مليون تذكرة دخول مختلفة الفئات مبدئياً (بحسب موقع سكاي سبورت)، علماً بأن آخر نسخة من البطولة في فرنسا تم فيها بيع 2.8 مليون تذكرة وحققت له إيرادات بقيمة 269 مليون يورو، بحسب تقرير رسمي في ختام البطولة.



الموقف الآن

في آخر ظهور إعلامي له في كرواتيا، أكد رئيس يويفا السلوفيني سيفرين على حقيقتين مهمتين، الأولى نفيه أي نية لإقامة البطولة في دولة واحدة، مع ترجيحه تقليلها، لكن ليس في أقل من 10 مدن، أما الحقيقة الثانية، والتي لم تلق حماساً، فهي إلزام جميع المدن بإقامة مباريات بحضور جماهيري مهما كانت شدة فتك فيروس كورونا بالمدينة المستضيفة.



وسبب عدم أخذ حديث سيفرين بجدية، هو درجة خطورة الوضع الصحي الراهن في أوروبا، إلى جانب الأهم، وهو أن قرارات السماح والمنع للتجمعات، تتخذها السلطات الصحية المحلية، وأحياناً، تفشل حكومات دول في فرض أمر لا تريده تلك السلطات.



موعد القرار النهائي

منح يويفا المدن المستضيفة مهلة انتهت أمس الخميس من أجل وضع خطط واضحة لتنظيم البطولة، لأخذ تعهدات واجبة التنفيذ، عندما تنطلق البطولة، بما في ذلك حجم عدد الجماهير التي ستسمح بها في البطولة التي ستجري في الـ11 من شهر يونيو في ملعب الأولمبيكو بروما، وحتى الـ11 من يوليو في ملعب ويمبلي بلندن.



وبدورها، ستعقد الجمعة العمومية ليويفا اجتماعاً حاسماً في الـ19 من أبريل الجاري، لمناقشة تلك الخطط، واتخاذ قرار نهائي حول شكل البطولة، وهو قرار لن يكون عادياً، إذ يمكن أن يخرج البطولة من فك الخسائر، أو يعززها، بانصياعه لقرارات الدول الأوروبية، المتوجسة حتى الآن من الانفتاح باستثناء بريطانيا، ليترك بالتالي الجميع في حسرة بسبب قرار بلاتيني الطموح والقاتل في نفس الوقت.