السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

من بولت إلى فايق بلقيه.. صفقات بـ«زيرو» فوائد فنية

من بولت إلى فايق بلقيه.. صفقات بـ«زيرو» فوائد فنية

يوسين بولت مع سنترال كوست مارينز. (رويترز)

لو سألت أحد المختصين في اقتصاد الرياضة عن الهرم الصحيح لبناء فريق كرة قدم وتحقيق نجاحات ومكاسب مالية عبره، فإنه على الأرجح، سيدلك على إنفاق الكثير من الأموال لشراء لاعبين من طراز عالمي، ثم الفوز بالبطولات، قبل تحقيق الانتشار والشهرة، ومن ثم بدء جني العوائد، لكن ماذا إذا حدث العكس، أي أن يتجه فريق لجلب لاعبين بلا قيمة فنية ويتوخى من خلالهم ملء خزائنه الفارغة بالملايين.

في عام 2018 وخلال سطوة الأحداث الكروية ووصول الدوريات الأوروبية إلى ذروتها التنافسية مع اقتراب نهاية ذلك العام، قفز إلى سطح الأحداث فجأة نادي سنترال كوست مارينز الأسترالي، وذلك بعد ضخه الكثير من الأخبار بشأن مفاوضاته مع أسطورة العدو في المسافات القصيرة الجاماياكي يوسين بولت لضمه إلى صفوفه رسمياً، وذلك في إطار مطاردة الأخير حلمه باحتراف كرة القدم بعد اعتزال مضامير العدو.

وكان النادي الأسترالي قد استقبل بولت منذ أغسطس 2018، ليتدرب معه الأخير، ويحرز هدفين في مباراة ودية ضد فريق من الهواة، قبل أن يبدأ التفاوض معه في نهاية نوفمبر، ويعلن فشل المفاوضات بسبب اختلاف على العائد المادي.

ورغم إعطاء النادي المفاوضات طابع الجدية، لكن في الواقع، كان الجميع يدرك أن الهدف الرئيسي للنادي من الصفقة، هو استغلال اسمه الكبير، لا مهاراته الكروية، كون الأخيرة أسطورة حية في أم الألعاب وصاحب 8 ميدالية ذهبية في الأولمبياد.

وبالفعل، قالت تقارير إعلامية إن نسبة مشاهدة تدريبات الفريق الصغير على منصات التواصل الاجتماعي ارتفعت فجأة إلى أكثر من 100 مليون حول العالم، كما هبّ إلى ملعبه ولأول مرة نحو 10 آلاف مشجع لمشاهدة التدريب فقط.

تجربة الملياردير

في العام الماضي وخضم فتك فيروس كورونا بالعالم، تصدر نادي ماريتيمو البرتغالي لكرة القدم (المغمور) محركات البحث على الشبكة العنكبوتية، وذلك بعد تعاقده مع أغنى لاعب في العالم، من صفوف ليستر سيتي الإنجليزي.

واللاعب المقصود هنا، فائق بلقيه، ابن جفري بلقيه، أمير بروناي وابن شقيق حسن البلقيه، سلطان بروناي الحالي.



واكتسب فايق بلقيه (22 عاماً) لقب أغنى لاعب في العالم، لكنه لم يحقق ثروته من مشواره في الملاعب، بل بفضل انتمائه إلى العائلة الحاكمة في بروناي، إذ تقدر ثروة والده بنحو 28 مليار دولار، متفوقاً على كريستيانو رونالدو (460 مليون دولار)، وليونيل ميسي (400 مليون دولار).

وفنياً، لا يتوقع أن يقدم بلقيه أي فائدة للفريق البرتغالي، لجهة مستواه المتواضع، لكن سيسهم في لفت الانتباه له كثيراً، ما ينعكس على ميزان مداخيله.

تشيتشاريتو مفتاح الترويج في المكسيك وأمريكا

على الرغم النجاحات المتعددة للنجم المكسيكي خافيير هرنانديز الشهير بـ«تشيتشاريتو»، مع منتخب بلاده، والشهرة الواسعة التي اكتسبها من اللعب معاراً في ريال مدريد، لكن اللاعب كان على مشارف إنهاء مسيرته في 2015، بعد رفض الريال شراءه، وعدم دخوله ضمن حسابات مانشستر يونايتد، قبل أن يدخل نادي باير ليفركوزن الألماني ويشترى اللاعب مقابل 7 ملايين يورو فقط.

وبحسب ذا غارديان البريطانية، فإن هدف النادي الألماني لم يكن فنياً، بل ترويجياً في المقام الأول، إذ كان ليفركوزن يتطلع لتحقيق انتشار فريد من نوعه في المكسيك التي يتجاوز عدد سكانها 127 مليون نسمة، إلى جانب تواجد مئات الآلاف منهم في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني بالتالي تحقيق النادي فتحاً تسويقاً خارج القارة العجوز.

وبالفعل يعد تشيتشاريتو النجم رقم واحد في بلاده، وهذا ما دفع مدير نادي ليفركوزن ميشائي شاده بالقول إن الهدف الذي جاء من أجله تشيتشاريتو حققه هذا الأخير بنجاح مبهر، قبل أن تعلن رابطة البوندسليغا ارتفاع مشاهدات البطولة في المكسيك وأمريكا بشكل غير مسبوق.

النجومية في الانتشار

في بدايات حقبة رئيس نادي ريال مدريد فلورنيتو بيريز مع الملكي، نقل الصحفي الإنجليزي في الغارديان سيد لو قصة مثيرة حدثت بين بيريز وكشاف فرنسي مغمور في 2001، إذ جاء هذا الكشاف إلى بيريز وعرض عليه النجم المالي فريدريك كانوتيه مقابل مبلغ ضئيل، وأخبر بيريز أن هذا اللاعب بعد عامين فقط سيصل سعره إلى 20 مليون يورو.



وكانت المفاجأة في ردّ بيريز، إذ قال له: «إذهب به إلى نادٍ وعندما يلعب ويتألق ويصل صداه إلى جميع العالم، سأذهب واشتريه بـ100 مليون يورو، نحن لا نبحث عن لاعب بارع فقط، كما أنه بالنسبة لي إذا وجدت لاعباً مميزاً، وآخر بلا مستوى فني لكنه مشهور وعندما يذهب إلى الأماكن العامة يتجمهر حوله الآلاف سأفضله على أي موهبة مهما كان حجمها»، وفهم من حديث بيريز وقتها، إن البحث ليس دائماً عن المكاسب في الملعب وإنما خارجه بقدر كبير.