الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

12 نادياً كبيراً ينسفون كرة القدم الأوروبية بـ«الدوري السوبر»

12 نادياً كبيراً ينسفون كرة القدم الأوروبية بـ«الدوري السوبر»

بيريز وأنييلي. (من المصدر)

في زلزال مدوٍّ قد ينسف خارطة البطولات القارية، أعلن 12 نادياً أوروبياً كبيراً ليل الأحد/ الاثنين، إطلاق «الدوري السوبر»، وهي مسابقة خاصة يرجى منها منافسة دوري أبطال أوروبا، في ما يبدو إعلان حرب على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الذي تعهّد بمعاقبة الأندية ولاعبيها.



وفي بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه «أعلن 12 من أهم الأندية الأوروبية التوصل إلى اتفاق لإنشاء مسابقة جديدة +الدوري السوبر+ يديرها الأندية المؤسسة وهي: ميلان وإنتر ويوفنتوس (إيطاليا)، أتلتيكو مدريد وريال مدريد وبرشلونة (إسبانيا)، وأرسنال وليفربول وتشيلسي ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتوتنهام (إنجلترا)».



واتُهمت الأندية الراغبة بالسير على خطى دوري كرة السلة الأمريكية «أن بي ايه» والرازحة تحت الديون والحجم الهائل لرواتب نجومها في ظل أزمة كورونا، على الفور بالجشع وتم تهديدها بالمعاقبة الدولية.



وأشارت الأندية إلى أنه سيتم الإعلان عن ثلاثة أعضاء مؤسسين آخرين، مع وجود خمسة أماكن أخرى تمنح من خلال نظام تأهل سنوياً، على أن تبدأ النسخة الافتتاحية «في أقرب وقت ممكن عملياً». وسيضمن الأعضاء المؤسّسون الـ15 تأهلهم كل موسم.



وستحصل الفرق المشاركة على 3,5 مليار يورو (4,19 مليار دولار) لدعم خططها الاستثمارية ومواجهة تحديات فيروس كورونا. وبحال تأكيد هذا الرقم، سيوفّر عائدات أعلى من كل مسابقات الاتحادات الأوروبي (دوري الابطال، يوروبا ليغ والسوبر الأوروبي) البالغة 3,2 مليار يورو من عائدات النقل التلفزيوني لموسم 2018-2019، قبل جائحة كورونا.



وقبل الإعلان الرسمي، أعلن الاتحاد الأوروبي واتحادات كرة القدم في الدول الثلاث للأندية المشاركة أنه سيتم منع الأندية من المشاركة في الدوريات المحلية ودوري أبطال أوروبا.



وأشار يويفا إلى أن الأندية المعنية: «ستمنع من اللعب في أي مسابقة أخرى على المستوى المحلي أو الأوروبي أو العالمي، وقد يُحرم لاعبوها من فرصة تمثيل منتخباتهم الوطنية».



ويتجه يويفا الاثنين خلال اجتماع لجنته التنفيذية إلى إضفاء الطابع الرسمي على الإصلاحات المتعلقة بمسابقة دوري الأبطال.



ومن المقرر أن يتم إصلاح مرحلة المجموعات في دوري الأبطال أوروبا بشكل كامل، مع رفع عدد الأندية من 32 إلى 36 وإدخال ما يسمى بـ«النظام السويسري» المستوحى من لعبة الشطرنج، حيث تلعب الأندية 10 مباريات في مرحلة المجموعات عوضاً عن نظام الست القائم حالياً والذي يقسّم الأندية إلى 8 مجموعات من 4 فرق.



ووصف الاتحاد القاري والاتحادات الثلاثة عملية الانفصال بأنه أمر «مثير للسخرية».



وأضاف أنه «في حال حدوث ذلك، نود أن نكرّر أننا، وكذلك الاتحاد الدولي (فيفا) وكل الاتحادات الأعضاء، سنبقى متحدين في جهودنا لوقف هذا المشروع الساخر، وهو مشروع يقوم على المصلحة الذاتية لعدد قليل من الأندية في وقت يحتاج فيه المجتمع إلى التضامن أكثر من أي وقت مضى».



ويحتل أرسنال حالياً المركز التاسع في الدوري الإنجليزي، وبات بعيداً عن السباق للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، فيما يخوض كل من ليفربول وتشيلسي معركة صعبة.



وأعلنت رابطة الدوري الإنجليزي في بيان أنه «يمكن لعشاق أي نادٍ في إنجلترا وكل أنحاء أوروبا أن يحلموا حالياً بأن فريقهم قد يصعد إلى القمة ويلعب ضد الأفضل».

وأضافت: «نحن نؤمن بأن مفهوم الدوري السوبر قد يدمّر هذا الحلم».



أمل بالبقاء في منافسات أخرى

وقالت الأندية الـ12 في بيانها إن المجموعة الجديدة «تتطلّع» إلى «إجراء» محادثات مع الاتحادين الأوروبي والدولي (فيفا)، وإن المباريات ستقام في بحر الأسبوع للسماح للفرق بالاستمرار في اللعب في الدوريات المحلية.



وقال رئيس ريال مدريد الإسباني فلورنتينو بيريس أول رؤساء «الدوري السوبر» إن «كرة القدم هي الرياضة العالمية الوحيدة في العالم التي تضم أكثر من 4 مليارات مشجع، ومسؤوليتنا كأندية كبيرة هي الاستجابة لرغباتهم».



لكن فيفا أعرب عن «استيائه» من الإعلان، قائلاً في بيان إنه «في ظل هذه الخلفية، لا يمكن لفيفا إلّا أن يعبر عن رفضه للدوري السوبر، خارج هياكل كرة القدم الدولية وعدم احترامها للمبادئ».



وسيشهد الشكل الجديد تقسيم الفرق الـ20 إلى مجموعتين من 10، مع تأهل الفرق الثلاثة الأولى عن كل مجموعة إلى ربع النهائي، ويخوض الرابع والخامس من كل مجموعة مباراتي ذهاب وإياب للالتحاق بدور الثمانية.



وقال الرئيس المساعد لمانشستر يونايتد جويل غلايزر الذي سيكون نائباً لرئيس الدوري السوبر إنه «من خلال الجمع بين أعظم الأندية واللاعبين في العالم للعب مع بعضهم البعض طوال الموسم، سيفتح الدوري الممتاز فصلاً جديداً لكرة القدم الأوروبية».



وأشارت الأندية أيضاً إلى أنه سيتم إنشاء «الدوري السوبر» للسيدات.



رفض من الأندية الألمانية والفرنسية



ولن تكون الأندية الفرنسية أو الألمانية جزءاً من «الدوري السوبر».



وقال «يويفا» في بيانه: «نشكر تلك الأندية في الدول الأخرى، خصوصاً الأندية الفرنسية والألمانية، التي رفضت الانضمام».



وأضاف: «ندعو كل محبي كرة القدم والمشجعين والسياسيين للانضمام إلينا في النضال ضد مشروع مماثل إذا ما تم الإعلان عنه. هذه المصلحة الذاتية المستمرة لعدد قليل من الناس متواصلة منذ وقت طويل. هذا يكفي».



وقال رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم خافيير تيباس الأحد إنه «أخيراً خرج مهندسو الدوري السوبر من الحانة عند الخامسة فجراً، وهم في حالة سكر من الأنانية وانعدام التضامن».



من جهتها، أعلنت رابطة الأندية الأوروبية أنها «تعارض بشدة» «الدوري السوبر»، فيما أعلن يوفنتوس أن رئيسه أندريا أنييلي الذي يرأس أيضاً الرابطة استقاله من منصبه في الرابطة.



والجدير بالذكر أن اثنين من المتأهلين لنهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، بايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جرمان الفرنسي، ليسا من بين الفرق الأوروبية الكبيرة التي أعلن مشاركتها، لكن حاول المؤسسون ضمّهما إليها بحسب مصدر مطلع على الملف.



تنديد سياسي

وانتقد قادة سياسيون الأندية المعنية، إذ قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه يتعيّن عليهم «الردّ على جماهيرهم».



وأضاف جونسون أنه «يجب على الأندية المشاركة الاستجابة لمشجعيها ومجتمع كرة القدم الأوسع قبل اتخاذ أي خطوات أخرى».



كما انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المخطط.



وقال قصر الإليزيه لفرانس برس إن «رئيس الجمهورية يرحب بموقف الأندية الفرنسية الرافض للمشاركة في مشروع الدوري السوبر الأوروبي الذي يهدد مبدأ التضامن والجدارة الرياضية».



وانتقد نائب رئيس المفوضية الأوروبية المولجة الترويج لأسلوب الحياة الأوروبية المشروع «يجب أن ندافع عن نموذج أوروبي للرياضة تحركه القِيَم ويقوم على التنوع والشمول».



وتابع اليوناني مارغاريتيس سخيناس دون أن يعلن عن أي إجراء لمنع «الانشقاق»: «لا يوجد مجال لحصرها (المسابقة الجديدة) بالأندية المعدودة الثرية التي ترغب في قطع الروابط مع كل ما تمثله الاتحادات: الدوريات الوطنية، الصعود والهبوط ودعم كرة القدم الهواة على مستوى القاعدة».



ورأى أن «العالمية، الشمول والتنوع عناصر أساسية للرياضة الأوروبية وطريقة حياتنا الأوروبية».