الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

الجماهير تبطل مفعول قنبلة دوري السوبر.. ويويفا تحت ضغط الإصلاح

الجماهير تبطل مفعول قنبلة دوري السوبر.. ويويفا تحت ضغط الإصلاح

جماهير تندد بدوري السوبر أمام ملعب ستامفورد بريدج بلندن. (أ ف ب)

بعد أن شغل العالم بزلزال قوته 12 درجة بمقياس ريختر ليلة الأحد الماضي والمتعلق بإعلانه رسمياً قيام دوري السوبر الأوروبي لكرة القدم من 12 نادياً، تلقى رئيس ريال مدريد الإسباني فلورنتينو بيريز عراب الفكرة ورئيس المولود الجديد في الساعات الماضية ضربة مماثلة تجسدت في تبخر حلمه في البطولة، وذلك بعد تواصل مسلسل الانسحابات من البطولة، والذي أرجعته الأندية المنسحبة على الانصياع لغربة جماهيرها الرافضة لـ«قتل كرة القدم»، ليتلاشى (الحلم) لكبار الأندية، و(الكابوس) لفيفا ويويفا والمشجعين.



بمجرد إعلان بيريز عن قيام الدوري بمشاركة 20 نادياً، 12 منها مؤسسة للبطولة وهي (مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، تشيلسي، توتنهام، ليفربول وأرسنال) من إنجلترا، و(ريال مدريد، برشلونة وأتلتيكو مدريد) من إسبانيا، و(يوفنتوس، إنتر ميلان وميلان) من إيطاليا، على أن تنضم إليهم 8 أندية، ثارت ثائرة العالم الكروي الذي وقف بأكمله ضدها.



وبدأ الأمر بالاتحاد الأوروبي (يويفا والدولي (فيفا) إلى جانب الفاعلين في كرة القدم، قبل أن تطلق الجماهير البريطانية رصاصة الرحمة على البطولة، لتدفع أنديتها الستة على المبادرة بالانسحاب، وترديها صريعة بعد 48 ساعة فقط من إطلاقها.



الديون وراء حماس الأندية

في بيانه المقتضب الذي أعلن فيه ميلاد البطولة، كشف بيريز عن اعتزامهم توزيع 3.5 مليار يورو على الأندية الـ15 المؤسسة، وهي مكاسب تم التفاوض عليها مع بنك «جي بي مورغان» الأمريكي الذي سيكون الراعي والمموّل الرئيسي للبطولة.



ويعد ذلك بمؤشر اقتصاد الجائحة حالياً مبلغاً يسيل له لعاب أي نادٍ، كما بدا بيريز ذكياً بذلك الإعلان، وذلك بتحفيز الأندية المترددة للانضمام إلى ركب السوبر، لكن يبدو أن سحره ذاك انقلب عليه، إذ لخص الناقمون على البطولة فكرتها في أنها (نبتّ شيطاني) يهدف إلى تحويل اللعبة الشعبية الأولى ولعبة الفقراء والمساكين إلى تجارة يتم التحكم فيها من قبل 12 نادياً فقط، لتبدأ الجماهير في الرفض والتضييق على الفكرة.



وبنظرة أعمق إلى أحوال الأندية الـ12 التي أعلنت انضمامها، يبدو الوضع الاقتصادي الحالي وتناقص المداخيل سبباً رئيساً في قبول الفكرة (المخاطرة)، وذلك بعد أن ضرب زلزال كورونا خزائنها بقوة.



وبحسب تقرير إحصائي لديلويت نشرته سكاي سبورتس البريطانية، فإن الأندية الـ12 المؤسسة للبطولة «الموءودة» ستخسر بنهاية الموسم الحالي نحو 2 مليار يورو من مداخليها، بعد أن فقدت في الموسم الماضي 2010 ـ 2020 نحو 834 مليون يورو في ميزان مداخليها.



ترزح غالبية الأندية الـ12 ليورو حالياً تحت وطأة الديون خصوصاً ريال مدريد وبرشلونة، إذ وفقاً لتقرير ديلويت بلغت ديون البرسا حتى يونيو الماضي 488 مليون يورو، فين حين كانت ديون الريال في الفترة ذاتها 354 مليون يورو.



أما ديون يوفنتوس فكانت 357 مليون يورو، في حين يجد ميلان نفسه مديوناً بـ103 مليون يورو.



وفي إنجلترا، بلغت ديون مانشستر يونايتد 455 مليون استرليني، في حين كانت ديون توتنهام 604 مليون استرليني، بسبب صرفه الكبير على تجديد ملعبه وايت هارت لين، أما أرسنال فبلغت ديونه 108 ملايين استرليني، فيما لم تعلن بقية الأندية عن ديونها.



ماذا بعد موت السوبر؟

يدرك الاتحاد الأوروبي (يويفا) إن تنفسه الصعداء بعد فشل البطولة حالياً، ليس نهاية المطاف، إذ إن هنالك الكثير الذي ينتظره، والمقصود هنا إعادة النظر في طريقة توزيع الدخل بين الأندية، إذ يرى محللون، أن الأندية ربما كانت محقة في بعض الجانب، لجهة صرفها الكبير على المواهب من أجل جعل كرة القدم أكثر جاذبية.



وتركز استراتيجية يويفا على دعم الأندية الصغيرة وضمان توزيع الدخل بصورة أقرب للتساوي بين الأندية، وهو أمر يبدو لا يعجب الكبار كثيراً، ما يضع يويفا تحت ضغط البحث عن إصلاح أو تعديل يرضي الناقمين من كبار أنديته.



وبدوره، لا يعيش يويفا أفضل حالاته، إذ أكدت تقارير أمس الأول أن مداخيل الاتحاد الأوروبي للعبة سجلت تراجعاً كبيراً لهذا العام بسبب تأثر الجائحة وغياب الجماهير، إذ بلغت مداخيله بحسب موقع (سبوربت بزنس) نحو 3

مليارات يورو، بتراجع قيمته 819 مليون يورو عن الأشهر الـ12 الماضية.

وما بين دخان السوبر وتراجع المداخيل هذا سيكون يويفا محل ترقب الجميع، لتبدو الأيام المقبلة أكثر حسماً، من أجل ضمان تماسك المنظومة الكروية العالمية، وقطع الطريق نهائياً على أي (دوري سوبر) يمكن أن يطل برأسه

مستقبلاً.