الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الفورمولا 1 تغازل «الرعاة» بالذكاء الاصطناعي

الفورمولا 1 تغازل «الرعاة» بالذكاء الاصطناعي

من سباق جائزة سنغافورة الكبرى للفورمولا1. (غيتي)

مثل غيرها من الرياضات تعرضت الفورمولا1 التي تدير سباق السيارات الأشهر في العالم لضربات مالية مؤثرة بفعل جائحة كورونا، وتطابقت تقارير عدة في تقدير تلك الخسائر بـ300 مليون يورو في 2020.

الآن، ومع توثب العالم للعودة إلى حياته الطبيعية، بدت الفورمولا1 أكثر جدية في استعادة أمجادها مع الأرباح الوفيرة، والتي جعلت منها إحدى أغنى الرياضات في العقد الماضي.



وعلى أرض الواقع اتخذت إدارة الفورمولا1 خطوات عملية، وذلك بتعاقدها مع واحدة من كبرى شركات الذكاء الاصطناعي مؤخراً، وذلك بغرض الاستفادة منها في تنظيم الإعلانات على الحلبات وتنسيق عرضها على شاشات التلفزة الناقلة، خصوصاً في ظل اعتماد العالم عليها حالياً، بسبب المخاوف من كورونا.



وتعاقدت مؤخراً الفورمولا1 مع شركة فلامنغو العملاقة للذكاء الاصطناعي، وملكتها بيانات تعود إلى عامين عن أدق تفاصيل السباقات ومدة ظهور كل إعلان في كل سباق جرى خلال المدة الزمنية المذكورة.



وتهدف إدارة الفورمولا1 من الشركة ضمان تنظيم أفضل لمدة الإعلانات يضمن عدالة في زمن العرض، إلى جانب تخفيف الأعباء على قسم التحليل في الفورمولا1 بقيادة ماكس ميترال.



وعن هذا التوجه، علّق ميترال في تصريحات لموقع فورمولا1: «في ظل زيادة الشركات المعلنة، وقلة السباقات بفعل كورونا، نرغب في استخدام أدوات أكثر نجاعة من الجهد البشري بهدف تقليل الضغط على طاقم التحليل، وضمان ترتيب أفضل للعلامات التجارية لرعاية لفورمولا1، ووجدنا أن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي هو أفضل وسيلة لتحقيق ذلك، كما نراهن على تعلم الآلة كثيراً، في تحقيق نجاحات في المستقبل».



وتحظى الفورمولا1 بالكثير من العلامات التجارية الراعية، مثل شركة رولكس للساعات الفخمة، وشركات أغذية عدة، إضافة إلى مجموعات فنادق، وخطوط الطيران العالمية التي تستحوذ على نصيب الأسد في قائمة الرعاة، قبل أن تنضم لتلك العلامات شركة أرامكو السعودية العام الماضي، بعقد قيمته نحو 450 مليون دولار، بحسب موقع موتورسبورتويك.

سبب التغييرات

مَثّل عام 2017 نقطة تحول كبيرة في مسار الإعلانات على حلبات الفورمولا1، وذلك بعدما وجدت شركة الخطوط الجوية السنغافورية نفسها في قلب الحادث، الذي وقع في سباق جائزة سنغافورة الكبرى للفورمولا1.



ووقع حادث اصطدام بين سيارات كل من سائقي فيراري كيمي رايكونن وسيباستيان فيتيل، مع سائق ريد بول ماكس فيرستابن، قبل أن يلحق بهما سائق مكلارين الإسباني ألونسو، وكان أن تجمعت السيارات فجأة أمام لوحة إعلانية للخطوط السنغافورية.



وبفضل هذه الصدفة حظيت الخطوط السنغافورية بملايين المشاهدات لإعلانها، ولمدة زمنية طويلة، رغم أن المخطط له هو حصولها على مشاهدات لا تتجاوز الثواني أو الدقائق المعدودة طوال السباق.



وفتحت تلك الحادثة جدلاً كبيراً حول العدالة في الظهور لكل معلن، لتبدأ معها إدارة فورمولا1 في بحث وسائل جديدة لحسم الجدل، قبل أن تهتدي إلى الاستعانة بالذكاء الاصطناعي الذي تضع عليه آمالاً عراضاً لاستعادة حماس الرعاة لسباقاتها السريعة والمثيرة.



رياضة المال

منح تدفق الرعاة والمعلنين رياضة الفورمولا1 دفعة كبيرة، وجعلها واحدة من أغنى الرياضات في العالم.



وبحسب دراسة اقتصادية نشرتها مجلة فوربس في وقت سابقاً، بلغت عوائد الفورمولا1 في 15 سنة (من 2003- 2018) 30 مليار دولار أمريكي، وهو مبلغ ضخم مقارنة مع شكل وحجم وطبيعية رياضة الحديد والنار.



وجاء نحو 39% من هذه العوائد من رعاة الفرق المشاركة في سباقات الفورمولا1، يليه الرعاة والمعلنون في البطولات.



وتفسر هذه الأرقام مجتمعة، دفع شركة ليبرتي ميديا في 2017 نحو 5 مليارات دولار، لشراء سباقات الفورمولا1 من عرابها ومالكها البريطاني بيرني إيكلستون.