الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

أولمبياد طوكيو.. هل تعوّض التكنولوجيا غياب الجماهير؟

أولمبياد طوكيو.. هل تعوّض التكنولوجيا غياب الجماهير؟

منصة أو بي إس جاهزة لنقل الأولمبياد. (غيتي)

مع الافتتاح الرسمي لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، الجمعة، خلف أبواب مغلقة بشكل شبه كامل جراء وباء كورونا، سيكون اعتماد المشاهدين أكثر من أي وقت مضى على تطوّر تكنولوجيات البث ليتمكنوا من عيش الحدث.



يقول لوكالة فرانس برس يانيس إكسارخوس، الرئيس التنفيذي لشركة «أو بي أس» (خدمات البث الأولمبية) المنوطة بتصوير وبث كل المنافسات الأولمبية منذ عام 2008، إنه بعد تأجيل الألعاب عاماً كاملاً جراء الوباء «تعهّدنا بعدم تقليل سعة ونوعية تغطيتنا».



قطع البث الأولمبي شوطاً طويلاً منذ أولى التجارب التلفزيونية في برلين عام 1936، مع ثلاث كاميرات تلتقط لقطات للجمهور المتواجد على بعد أميال قليلة.



لكن فرق «أو بي أس» تستعد خلال الأولمبياد الحالي لتصوير نحو 9500 ساعة من اللقطات، أي 30% أكثر من ريو 2016، وستكون متاحة للقنوات التلفزيونية في كل أنحاء العالم بعدما حصلت على حقوق البث. لذا فإنها تعد المشاهدين بتجربة فريدة من خلال مختلف الابتكارات التكنولوجية.



ومن بين تلك الابتكارات، يستشهد إكسارخوس بتقنية «التتبع ثلاثي الأبعاد» للرياضي، وهو نظام يجمع مشاهد ملتقطة من كاميرات عدة باستخدام الذكاء الاصطناعي للتمكن من رؤية حركات الرياضين من مختلف الزوايا.



ويوضح إكسارخوس أنه «بعد ثوانٍ قليلة من سباق 100 متر، يمكنك إعادة تكوين السباق بالكامل في صورة ثلاثية الأبعاد وعلى سبيل المثال تحديد ذروة سرعة الرياضيين، وهي طريقة جيدة ليرى المشاهدون خلف الكواليس تلك العروض الرائعة».



تسجيل ضوضاء الجمهور

وللمرة الأولى، سيتم تصوير الألعاب بالكامل وإتاحتها للقنوات بدقة عرض «4ك»، وسيكون للمشاهدين اليابانيين الذين يمتلكون تلفزيون أكثر تطوراً، إمكانية مشاهدة بعض المنافسات بدقة «8ك»، وهي دقة أعلى بأربع مرات من الذي تستخدمه قناة «أن أتش كي» اليابانية الرائدة عالمياً في هذا المجال منذ عام 1995.



ويوضح تاكايوكي ياماشيتا من مركز الأبحاث التكنولوجية التابع لـ«أن أتش كي» أن «إحدى نقاط القوة في 8ك هي أنها تعرض تفاصيل حركة الأجسام على الشاشة بطريقة لا مثيل لها»، مشيراً بشكل خاص إلى الحركة البطيئة

عالية الجودة من خلال كاميرات طوّرت مؤخراً.



لكن مدير قسم الرياضة في «فرانس تيليفيزيون» لوران-إريك لو لاي اعتبر أن «السباق لا ينبغي أن يكون على دقة العرض»، قبل أن يستحضر حداثة القناة الخاصة بهذه الألعاب، وهي منصة الواقع الافتراضي على خليج طوكيو.

وأشار إلى أنه سيتم «إنشاء فقاعة زجاجية افتراضية، مع ديكور يظهر في الخلفية أجمل المباني في طوكيو. سيكون هناك الكثير من العمل لإحياء هذه المنصة».



وللتعويض عن غياب المشجعين في الملاعب، أنشأت «أو بي أس» تسجيلات صوتية من ضوضاء الجماهير في الألعاب السابقة لتتكيف مع كل رياضة، وسيتم بثها في أماكن المنافسات.



وسيتمكن الرياضيون أيضاً من تلقي التشجيع وسماع الهتافات من خلال شاشات عرض لمشاهد فيديو (سيلفي) مرسلة من كل أنحاء العالم، والتواصل عن طريق الفيديو مع أحبائهم بمجرد انتهاء مسابقاتهم.



«في خدمة السرد القصصي»

أجبرت الإجراءات الصحية الصارمة الناقلين الوطنيين، الذين توفر لهم «أو بي أس» خدمة البث، على إرسال عدد أقل من الموظفين إلى اليابان، ليقوموا بجزء من الأعمال التقنية كالإنتاج مثلاً، من بلدانهم.



وبتحسين نظامها كغالبية الناقلين، أرسلت «فرانس تيليفيزيون» 180 موظفاً إلى طوكيو، في مقابل 210 خلال أولمبياد ريو 2016، وهو تغيير بات ممكناً بفضل اعتماد «أو بي أس» على تقنيات «أي بي» (بروتوكول الإنترنت) و«كلاود» (السحابة)، ما يتيح معالجة الملفات عن بُعد.



لكن «من المهم جداً بالنسبة لنا أن يبقى جزء من الفريق في الموقع، ولا سيما الجانب التحريري والتعليق على المنافسات»، بحسب ما يقول لو لاي الذي لفت إلى إرسال أكثر من ثلاثين صحفياً ونحو أربعين مستشاراً رياضياً.



ستُجرى مقابلات مع رياضيين فرنسيين في اليابان، بحسب لو لاي الذي يلفت إلى أنه «من المهم للمشاهدين الفرنسيين التواجد هناك، بدلاً من التواجد في باريس باستخدام سكايب مؤطر بشكل سيئ للرياضيين».



من جهته، يعتبر إكسارخوس أن «التكنولوجيا يجب أن تكون في خدمة السرد القصصي. هذه إحدى العبارات الأساسية لدينا: نحن نحب التكنولوجيا، ولكن يجب استخدامها لسرد قصص أفضل الرياضيين في العالم».