الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الإهمال واللا مبالة يوقعان اللاعبين في فخ المنشطات

الإهمال واللا مبالة يوقعان اللاعبين في فخ المنشطات

وقع في الفترة الماضية عددٌ من اللاعبين بدوري أدنوك للمحترفين بخطأ تناول المواد المحظورة رياضياً (منشطات)، وذلك بعدما جاءت نتائج الفحص المخبري لعيناتهم إيجابية، ليتم إيقافهم من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الأمر الذي تسبب في حرمانهم من ممارسة كرة القدم، لتنهي أنديتهم لاحقاً عقودهم بعد قضاء فترة العقوبة، ليبقوا بلا أندية، ما يهدد مستقبلهم الكروي.

وإيماناً منها بدورها في حماية اللاعبين والمسابقات من خطر الوقوع في خطر المنشطات، درجت رابطة المحترفين سنوياً على تنظيم ورشة عمل خاصة بالنزاهة ومكافحة المنشطات، وتلزم جميع اللاعبين من الـ14 نادياً، بحضورها باعتبارها من ضمن متطلبات تراخيص الأندية.

وتهدف الورش إلى حماية نزاهة الرياضة والمسابقات الخاصة بالرابطة، وتلتزم سنوياً بالذهاب إلى مقرات الأندية ليقدم المحاضرون والمختصون الإرشادات المطلوبة للاعبين، بشأن أحدث لوائح مكافحة المنشطات والتلاعب بالمباريات، لضمان عدالة ونزاهة مسابقات رابطة المحترفين الإماراتية، وحماية اللاعبين من الوقوع في المشكلات المتعلقة بتناول المنشطات، مع توضيح العقوبات التي يتعرضون لها في حال ظهور نتائج إيجابية للفحوصات المخبرية.

مسؤولية الأندية



أقرّ مساعد مدرب خورفكان المحاضر الآسيوي في كرة القدم عبدالمجيد النمر في حديثه لـ«الرؤية»، بأن رابطة المحترفين الإماراتية وإدارات الأندية يمنحان موضوع مكافحة المنشطات أولوية قصوى من خلال ورش العمل التي تنعقد في بداية كل موسم.

أوضح النمر: «جميع تلك المجهودات لن تكون كافية لحماية اللاعبين من الوقوع في تناول المواد المحظورة، إلا في حال أخذ اللاعبين أنفسهم للأمر على محمل الجد، والانتباه جيداً لحياتهم الخاصة والتحلي بالمسؤولية، تحديداً فيما يتعلق بنوعية الأغذية التي يتناولونها، وكذلك العقاقير الطبية عند الأمراض، فهناك أدوية بها مواد يمنع تناولها للرياضيين باعتبارها تقع في طائل المواد المنشطة للجسم، ولذلك أرى أن الحلقة الأهم في حماية اللاعبين من الوقوع في تناول المنشطات بالخطأ هم أنفسهم، فيجب عليهم إيلاء هذا الأمر أهمية خاصة، فهو يرتبط بحياتهم، فكم من لاعب في دورينا والمنطقة عامة فقد حياته الكروية بسبب تناوله منشطات بالخطأ عن طريق وجودها في أغذية أو علاج تناوله».

وأضاف: «كما أسلفت لن تكون الأندية أو المدرب أحرص على حماية اللاعب من نفسه، فهو الشخص المتضرر الأول سواء كان متعمداً أو بالخطأ، لذلك عليهم الاستمتاع جيداً للنصائح التي تقدم بواسطة المختصين في الورش والمحاضرات المتعلقة بمكافحة المنشطات، وألّا يتعامل معها كأنها أداء واجب وإجراء روتيني ينظم كل عام، لذلك عليهم التعامل مع هذه الورش بجدية واهتمام، حتى لا يقعوا ضحايا للإهمال واللا مبالاة».

وشدد المحاضر الآسيوي على "ضرورة انتباه إدارات الطب الرياضي في الأندية للمكملات الغذائية التي تمنح للاعبين لتعويض السوائل التي يفقدونها أو الإجهاد البدني الذي يعانون منه، وهو ألّا تزيد تلك المكملات على نسب محددة في أجسام اللاعبين لأنه في حالة تناولها بكثرة وتجاوزها النسب المعتمدة رسمياً من قبل الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات، تصبح مواد منشطة ومتناولها يقع تحت طائلة العقوبات، علماً بأن الوكالة تحدد النسب المسموح بها للمكملات الغذائية".

حماية الرياضيين



رأى عضو مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى عادل درويش، أن حماية الرياضيين من تناول المواد المنشطة بالخطأ ينقسم إلى شقين الأول خاص بالرياضي نفسه، فعليه الإلمام بكل ما يتعلق بعمله؛ فالرياضة بالنسبة له مهنة يكسب منها قوته، فلا يمكن أن يترك الأمور للصدف دون أخذ الحيطة والحذر خصوصاً في أمر يعتبر مهماً مثل المنشطات.

والشق الثاني إداري يتعلق بالخطوات المتخذة في المؤسسة التي ينتمي إليها الرياضي، ودورها في حمايته من خطر الوقوع في فخ تناول المنشطات بالخطأ.

وأوضح: الإدارات الطبية في الأندية يجب أن تثقف منسوبيها بأخطار المنشطات، وألّا تكتفي بالتحذير فقط، عبر تخصيص سجل طبي خاص بكل لاعب، يحتوى على التواريخ المرضية له، مع الإشراف على علاجه وعدم السماح له بتناول أي دواء دون التأكد من أنه لا يحتوي على أي مادة محظورة، وأيضاً التحكم في العملية الغذائية الخاصة باللاعبين بألّا يتركوا على أمزجتهم لتناول كل ما تشتهيه الأنفس مما لذّ وطاب، أي أن يكون النظام الصحي والغذائي تحت إشراف الإدارة الطبية.

وطالب عضو اتحاد ألعاب القوى بحلول لحماية الرياضيين بشكل عام في دولة الإمارات من الوقوع في مشكلات المنشطات، خصوصاً أنه في الآونة الأخيرة وقعت العديد من الحالات المتعلقة بتناول المنشطات في عدد من الألعاب الرياضية وليس كرة القدم فقط، مما يوجب تعاون الجميع في هذا الملف والجزء الأهم يقع على الرياضيين أنفسهم، بأن يعوا خطورة الموقف قبل وقوعه لأن القانون صارم جداً ولا يرحم في حال ظهور نتيجة إيجابية لأي لاعب.

ونبه درويش إلى صعوبة دمج الرياضي المعاقب بالتنشيط مرة أخرى في المجتمع الرياضي، مبيناً: "حتماً خلال الفترة التي يقضيها معاقباً، تولدت لديه أزمات نفسية ومعنوية، إضافة لابتعاده الطويل عن التدريبات والمنافسات ما يفقده شيئاً من بريقه ومستواه الفني، وبات غير مرغوب فيه من قبل الأندية، الأمر الذي يؤدي لانتهاء حياته الرياضية مبكراً، لا سيما إذا كان صغيراً في السن".