الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الرياضات المائية.. ترفيه ومرح بنكهة تراثية

ارتبط الإنسان الإماراتي ارتباطاً وثيقاً بالبحر منذ قديم الزمان، إذ العلاقة بينه والبحر معطاءة، تارة ترفده باللؤلو، وأخرى بالصيد الوفير للأسماك، وفي أحايين أُخَر، يربطه بالبحر بالعالم، حيث الحركة الدؤوبة للسفن قدوماً وذهاباً.

الآن وعلى الرغم من التطور الكبير الذي وسم الحياة في الإمارات، حيث الطفرة الكبيرة على كافة الأصعدة، وتربع الإمارات على الصدارة العالمية، لكل ما هو حديث وجديد في الحياة البشرية، فإن ذلك كله لم ينسها ماضيها وعلاقتها بالبحر، إذ ظلت الرياضة أحد الروابط الوثيقة بينهم وبين البحر.

وتعد الرياضات البحرية بمنزلة رياضة الأجداد، إذ درجت الإمارات في سبيل المحافظة عليها وتعريف الأجيال الجديدة بها على تنظم السباقات التراثية بصورة دورية أشهرها سباق القفال وسباقات السفن الشراعية 60 قدماً، التي ينظمها نادي دبي الدولي للرياضات البحرية سنوياً ضمن روزنامة الموسم البحري.

انطلاقة

وجاءت انطلاقة أول سباق للسفن الشراعية 60 قدماً في عام 1993 عندما نظم نادي دبي الدولي البحري أول سباق لهذه الفئة تنفيذاً لرؤية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم - طيب الله ثراه - في السباق الثالث من حدث القفال، علماً بأنه بلغ في العام الماضي نسخته الثلاثين هو الآخر، والتي أقيمت بمشاركة 106 سفن، في أكبر تظاهرة تراثية للرياضات البحرية، حيث درجت العادة على أن تكون الانطلاقة لسباق القفال من جزيرة صير بونعيرة لمدة 35 ميلاً في عمق البحر باتجاه شواطئ دبي قبالة (عين دبي).

وإلى جانب تلك السباقات هناك العديد الأنشطة والسباقات تقيمها أندية الدولة البحرية (نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، نادي رأس الخيمة الدولي للرياضات البحرية، ونادي الشارقة للرياضات البحرية...)، الأمر الذي ساعد في نمو ونشاط رياضة البحر والشواطئ، التي أصبحت مؤخراً جاذبة للعائلات سواء مواطني الدولة أو المقيمين وكذلك السياح الذين يستكشفون معالم الإمارات عبر رحلات البحر.

اتحاد الرياضات البحرية

يعتبر اتحاد الإمارات للرياضات البحرية، الذي تم تأسيسه في سنة 1996 هو الجهة المنوط بها رعاية النشاط الرياضي البحري على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، بما يتناسب مع الدور الذي تقوم به كل من الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية، وذلك بهدف رفع مستوى النشاط الرياضي البحري داخل الدولة، وضمان تمثيل قوي ومستوى عالٍ للمتسابقين الإماراتيين في المحافل الدولية وتحقيق الميداليات التي يرفع بها علم دولة الإمارات العربية المتحدة خفاقاً.

ويعد كذلك اتحاد الإمارات للرياضات البحرية الذي يرأس مجلس إدارته حريز المر، هو الجهة التي يحق لها التواصل مع كافة الاتحادات الدولية للرياضات البحرية، وكذلك الاتحادات العالمية والإقليمية والخليجية، للتنسيق حول كافة الأمور المتعلقة بالنشاطات الرياضية البحرية وتنسيق الأجندات العالمية وإعطاء عدم الممانعة في تنظيم جولات للسباقات العالمية داخل الدولة، كذلك إصدار الرخص الدولية للمتسابقين الإماراتيين لتمكينهم من المشاركة في المحافل الدولية.

ويمتلك اتحاد الإمارات للرياضات البحرية حق متابعة كافة الأندية العاملة في النشاط البحرية داخل الدولة ومراقبة السباقات والإشراف عليها والتنسيق بين الأندية على كافة المستويات، لعمل الأجندة السنوية الموحدة للأنشطة البحرية داخل الدولة، حتى لا يكون تعارضاً يضر بالموسم البحري، وذلك بوضع اللوائح والقوانين المنظمة والملزمة لكافة الأندية، والنظر في الاعتراضات المقدمة من طرف المتسابقين والفصل فيها ومتابعة كافة الأنشطة الرياضية في الأندية وتوجيهها بما يتناسب مع الرؤية المستقبلية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وكذلك يشرف الاتحاد على كافة الفعاليات الدولية والعالمية التي تقام جولاتها داخل الدولة، بما يعكس الصورة المطلوبة من قبل الهيئة العامة للرياضة، وإظهارها بالمظهر اللائق من خلال متابعة الفعاليات، ووضع الأطر المناسبة وإيجاد الحلول لكافة المشكلات، التي تواجه المنظمين، ويعتبر هو الجهة الوحيدة التي لديها القدرة على التواصل مع كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية، وذلك لكونه المظلة الاتحادية الراعية للنشاط الرياضي البحري للدولة.

رياضة جاذبة

ومن أبرز الرياضات البحرية ممارسة وجذباً للسياح رياضة الدراجات المائية (جيت سكي)، إذ تتواجد الكثير من المحلات والأندية التي تقدم هذه الخدمة للجمهور بشواطئ الدولة المختلفة، لا سيما وأن هناك إقبالاً كبيراً عليها، ما شجع البعض للدخول إلى هذه المجال للتحقيق مكاسب اقتصادية وتجارية باعتباره نشاطاً يدر أموالاً دون تكاليف باهظة الثمن.

ويتراوح أسعار تأجير الدراجات المائية لمدة ساعة واحدة، بين 200 درهم إلى 250 درهماً، وذلك بناء على نوعية الدراجة وتفاصيلها الفنية من حيث قوة المحركات وسرعتها، علماً بأن الطلب على الدراجات المائية يكون عالياً خلال أيام العطلات الأسبوعية والأعياد السنوية في ظل تزايد أعداد السياح في الدولة.

أسباب الإقبال

وبحسب جولة (الرؤية) على عدد من الأماكن المتخصصة في تقدم هذه الخدمة الرياضية للجماهير، فإن السياح يفضلون ممارسة رياضة الدراجات المائية لعدة أسباب أبرزها سهولة، إذ لا تحتاج إلى تعلم وإنما شرح بسيط لعملية التشغيل وزيادة السرعة وكيفية التحكم في الدراجة، إضافة للمتع والاسترخاء الكبيرين اللذين تمنحهما للشخص الخائض للتجربة، ويفضلها الكثير من السياح على السباحة في شواطئ الخليج العربي، نسبة لتوفر عناصر السلامة والأمن العالية فيها بحيث يلبس الشخص المستأجر للدراجة المائية سترة الإنقاذ وغيرها من المستلزمات التي تحقق أعلى معدلات السلامة والحماية من الغرق.

تميز من دبي

وفي يوليو 2021 فازت تجربة الدراجات المائية التي توفرها دبي بالمرتبة الأولى عالمياً ضمن جوائز الموقع العالمي المتخصص في مجال السفر والسياحة «تريب أدفايزر» للتجارب السياحية لعام 2021، وذلك عن فئتي المغامرات المتكاملة والأنشطة المائية.

وحازت تجربة الدراجات المائية التي تقدمها شركة «نيمو للرياضات المائية» على شواطئ مختلفة في دبي، المرتبة الأولى عالمياً على موقع «تريب أدفايزر» لإتاحة المجال أمام الزوار لاختبار لحظات مليئة بالتشويق والاستمتاع بالمناظر الخلابة لأفق المدينة وأبراجها الشاهقة وأشهر معالمها السياحية المذهلة ومن أبرزها برج العرب ودبي مارينا وفندق أتلانتس وبرج خليفة، ونشر الموقع الأنشطة التي نالت استحسان المسافرين خلال جائحة «كوفيد-19».

وينظم موقع «تريب أدفايزر»، والذي يعد من أضخم المنصات العالمية المعنية بشؤون السفر والسياحة، هذه الجوائز كمبادرة لاختيار أفضل التجارب السياحية بالعالم، حيث جاء اختيار التجارب الفائزة بناء على آراء وتقييمات المسافرين للجولات والأنشطة السياحية حول العالم من 1 يناير 2020 إلى 30 أبريل 2021.

وحول التجربة السياحية الأفضل في العالم لعام 2021، أفاد الموقع بأن المسافرين يميلون إلى استكشاف ملامح أفق دبي على متن الدراجات المائية والاستمتاع بالتقاط الصور التذكارية للكثير من إطلالاتها المبهرة.

ميداليات ملونة

بدوره، أهدى لاعب منتخب الإمارات للدراجات المائية علي اللنجاوي، الإمارات أول ميدالية ذهبية في مسابقة الدراجات، خلال المنافسة التي أقيمت في أغسطس 2018 بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا ضمن فعاليات دورة الألعاب في نسختها الـ18 في إندونيسيا وقتها، إذ نجح البطل الذهبي اللنجاوي في تخطي الصعاب وتحقيق هذا الإنجاز بعد تفوقه على نجوم عالميين في الدورة خاصة الثلاثي الإندونيسي إيرو واكسا، والتايلاندي سوباك و(الصيني وو).

وتمكن اللنجاوي من التفوق على منافسيه في الجولة الحاسمة بعدما قدم أداءً رائعاً ومستوى مميزاً أبهر به الجميع آنذاك، ليهدي بذلك الإمارات والعرب أول ميدالية ذهبية في مسابقة الدراجات المائية في الدورة. وخاض اللنجاوي الجولة الأخيرة في المنافسة متصدراً للترتيب العام، على الرغم من أن البداية لم تكن في مصلحته ليدخل في الدقائق الأولى من السباق في المركز السادس، قبل أن ينجح آخر 5 دقائق في تخطي نجوم العالم وصولاً إلى المركز الثالث بفارق جيد، وهو الأمر الذي كفل له الفوز بالميدالية الذهبية.

أول سباقات 2022

تتجه الأنظار اليوم (السبت) نحو شاطئ الشروق في جميرا، الذي يحتضن سباق دبي للدراجات المائية، الجولة الأولى من بطولة الإمارات الدولية 2022، فاتحة أنشطة وفعاليات الاتحاد الدولي للسباقات البحرية «يو آي إم»، الذي يحتفل هذا العام بالذكرى المئوية للتأسيس، إذ تنطلق المرحلة الأولى في العاشرة صباحاً، تعقبها مباشرة منافسات المرحلة الثانية بعد استراحة فترة الظهيرة.

وحددت اللجنة المنظمة التابعة لنادي دبي البحري 12 فئة يتنافس عليها المشاركون في السباق المرتقب، وهي واقف جي بي 1 وجي بي 2 وجي بي 3.3 وجي بي 3.2 وجي بي 3.1 وجي بي مخضرمون (2 ستروك) وجالس جي بي 1 وجي بي 2 وجي بي 3 وجي بي 4 (سبارك) والألواح الطائرة (هايدرو- فلاي) والاستعراضات الحرة (فري ستايل).