الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

لاعب منتخب الإمارات عادل خالد: غياب الدعم يغرق رياضة الشراع والتجديف

لاعب منتخب الإمارات عادل خالد: غياب الدعم يغرق رياضة الشراع والتجديف

عادل خالد مشاركاً في بطولة العالم ماستر للشراع والتجديف الحديث في المكسيك (من المصدر).

عادل خالد إماراتي.. يعشق البحار ورياضة المحيطات، مكرساً جل وقته وطاقته لرفع علم الإمارات عالياً في رياضة البحر، إذ نجح في تحقيق العديد من الإنجازات على الصعيد العالمي منها مشاركته في دورة الألعاب الأولمبية في الصين 2008، ويتطلع كذلك للظهور الأولمبي مرة أخرى في باريس 2024.

وسبق لخالد أن حقق عدداً من الإنجازات على المستوى الخارجي طوال مسيرته في رياضة البحار، علماً أنه أول إماراتي يشارك في أصعب التحديات البحرية العالمية وهو سباق فولفو للمحيطات إذ شارك فيه موسم 2011 - 2012، ممثلاً لفريق أبوظبي للمحيطات، إضافة لمشاركاته المتعددة في السباقات العالمية والخليجية والعربية، ونجح في تحقيق المركز الأول لدورتين متتاليين في سباق فولفو للمحيطات.

ويخوض لاعب منتخب الإمارات للشراع والتجديف الحديث (فئة الليزر 7) عادل خالد حالياً منافسات بطولة العالم ماستر الشراع والتجديف الحديث، التي أنطلقت الأربعاء الماضي في المكسيك وتستمر حتى السابع من يونيو الجاري، إذ نجح في حصد المركز الثالث في أول جولتين من أصل 12 جولة للبطولة العالمية، التي تحظى بمشاركة أبطال العالم السابقين، وأبطال الشراع الذي لا تقل أعمارهم عن الـ30 سنة.

اقرأ أيضاً.. سيطرة إماراتية على أفضل أزمنة الجولة الافتتاحية لمونديال زوارق الفورمولا1

وتعتبر مشاركة خالد في هذه البطولة هي الأولى باسم الإمارات حيث لم يسبق أن شارك ممثل للدولة في بطولة العالم ماستر (فئة الليزر 7)، مضيفاً لسجلاته المميزة في رياضة البحار سجلاً جديداً إذ يتطلع للحصول على المركز الأول بنهاية البطولة، وفقاً لما قاله عادل في حواره مع (الرؤية)، مشيراً إلى أن طموحاته عالية الصعوبات التي تقف في طريقه، إلا أن عزيمته وإرادته كبيرتين في تخطى كل العقبات.

شغف البدايات

عن بدايته في عالم رياضة البحار أوضح خالد، «لدي منذ الصغر شغف كبير برياضة البحار وكثيراً ما كنت أذهب للبحر وأستمتع بالألعاب البحرية المختلفة، إلى أن قررت الانخراط في الرياضات البحرية، ومنذ ذلك الوقت أخذت على نفسي عهداً بأن أعمل على تشريف بلادي في هذا المجال، وبالفعل نجحت طوال مسيرتي التي تجاوز الـ15 عاماً في رياضة المحيطات والبحار أن أحقق إنجازات كثيرة، وذلك بدعم كبير من القائمين على هذه الرياضة في مقدمتهم رئيس اتحاد الإمارات للشراع والتجديف الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان، على دعمه المتواصل وتوفير كل مقومات النجاحات، وكذلك هيئة أبوظبي للسياحة».

الحلم الأولمبي الثاني

كشف خالد عن طموحاته الجادة في تحقيق حلمه بالظهور في أولمبياد باريس 2024، بعدما شارك للمرة الأولى في أولمبياد بكين (2008).

وأشار إلى أن هناك طريقان للتأهل لأولمبياد باريس أولهما الحصول على أحد المراكز الثلاثة الأولى في بطولة آسيا للشراع والتجديف الحديث 2023، أو التواجد ضمن الـ50 مركزاً الأولى لبطولة العالم للشراع والتجديف الحديث 2023 المفتوحة في هولندا أغسطس من العام المقبل، «أعمل حالياً لتجهيز نفسي للمشاركة في البطولتين، وأن أكون مستعداً للمنافسة فيهما لأجل تحقيق حلمي في التأهل للأولمبياد للمرة الثانية في تاريخي».

تراجع الدعم

اشتكى خالد من قلة الدعم الذي تحصل عليه رياضة الشراع والتجديف الحديث من قبل الجهات الرسمية في الدولة، موضحاً «في السابق كان هناك دعم كبير من قبل الجهات المسؤولة لرياضة البحار، ولكن بمرور الزمن تراجع بصورة كبيرة، لا سيما أن الرعاة باتوا يعزوف عن الدخول في هذا المجال، بخلاف ما كان قبل 10 سنوات إذ كانت هناك أكثر من جهة تتنافس لرعاية الرياضيين البحريين، وكذلك على مستوى الميزانية المخصصة لاتحاد الإمارات للشراع والتجديف من قبل الهيئة العامة للرياضة نجدها ضعيفة ولا تلبي الاحتياجات الخاصة بنشاط اللعبة وتؤثر على نموها بشكل متسارع».

ولفت خالد إلى أن شغفه برياضة البحار جعله يتكفل بنفقات مشاركته في خليجية الشراع والتجديف الحديث في نسختها الـ11 التي استضافتها الكويت الشهر الماضي، ونجح في الحصول على المركز الأول لهذه البطولة.

وأوضح «تحملت على المستوى الشخصي كافة المصروفات الخاصة بالمشاركة في البطولة، حتى لا تغيب الإمارات عن الحدث الخليجي، وأن أكون متواجداً في هذه البطولة التي أسهمت في تجهيزي للمشاركة في بطولتي العالم المفتوحة والماستر في المكسيك».

وأضاف «في حال استمرار الوضع الحالي وقلة الدعم سيكون المستقبل مظلماً لرياضة البحار بلا شك، ولن يكون هناك تواجد للأجيال الجديدة في اللعبة، خصوصاً أن هناك عزوفاً كبيراً من قبلهم لممارستها، لا سيما في ظل عدم التوسع في الأندية وافتتاح أندية جديدة للعبة وإنما أندية محدودة تتواجد فيها اللعبة، ولا يتواجد فيها لاعبون كثر بالرغم من قلتها، وهذا أمر غير جيد».

وتابع «الإمارات تعتبر من الدول الرائدة في رياضة البحار والمحيطات، ولديها شواطئ مميزة لا تتوفر لغيرها من الدول، ولهذا أناشد الجهات المسؤولة بضرورة إعادة النظر في الميزانية الخاصة برياضة الشراع والتجديف الحديث، وأن تكون هناك خطط لاستقطاب الدعم المالي من قبل الشركاء التجاريين، والتوسع في نشر اللعبة وتقديم حوافز للأجيال الجديدة للانضمام للعبة بتوفير البيئة المثالية والجاذبة».

وأكمل «على المستوى الشخصي، أنا أحتاج الدعم والمساندة حتى أتمكن من تحقيق حلم الصعود لأولمبياد باريس، فالمشاركة في البطولات التي تحتاج لدعم مالي كبير، وكذلك التدريبات والتحضيرات أيضاً تحتاج لدعم وأموال تصرف، خصوصاً أن رياضة الشراع والتجديف الحديث تعتبر مكلفة مالياً، وشراؤها مستلزمات يحتاج أموالاً كثيرة، ومن الصعوبة بمكان على اللاعب أن يتحملها وحده، دون أن تكون هناك جهة تتكفل بها».