2018-06-18
تأتي نهائيات كأس العالم كل أربعة أعوام لتمنح محبي المستديرة جرعة من المتعة الكروية قبل أن ترحل على أمل انتظار النسخة المقبلة، لكن وعلى الرغم من تباعد التواريخ تظل بعض الأحداث عصية على النسيان، نستدعي بعضاً من تلك الأحداث التي تشكل ذاكرة المونديال.
1990 آخر البطولات الميسورة
ربما تعد نهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا آخر البطولات القديمة، فبالكاد كان البعض من غير أبناء البلد يعرف الكثير عن المنتخبات واللاعبين والتشكيلات المتوقعة قبل أن يبدأ عصر عولمة كرة القدم وانتشارها على أوسع نطاق.
ويمكن اعتبار تلك البطولة الأخيرة كذلك من حيث سهولة الوصول إليها بالنسبة للمشجعين العاديين، إذ لم تحظ بتنظيم مبالغ فيه كما لم تكن هناك عقود رعاية بأرقام ضخمة كما هي الحال الآن.
ربما من أبرز الأحداث في تلك البطولة مشاهدة المنتخب الأرجنتيني يسقط في المباراة الافتتاحية أمام منتخب الكاميرون، فيما تابع الجميع في اليوم التالي البرازيل تتألق أمام المنتخب السويدي بهدفي كاريكا. وفي الوقت الذي كان يستمتع فيه مشجعو المنتخب الأسكتلندي بالأجواء الإيطالية المبهجة فشل منتخب بلادهم في تخطي منتخب كوستاريكا الذي حسم الفوز لمصلحته بهدف وحيد في افتتاحية مباريات المنتخبين في البطولة.
1998 وعكة رونالدو
على الرغم من أن وصف المنتخب الهولندي بأنه المنتخب الأفضل الذي لم يفز بكأس العالم، يشير لحقبتي السبعينات والثمانينات فإن العرض المذهل الذي قدمه المنتخب في نهائيات كاس العالم 1998 تجعل تلك البطولة تنضم إلى عصر منتخب الطواحين الذهبي.
وربما كان المنتخب الهولندي يستحق أكثر من مرحلة نصف النهائي التي وصلها عبر هدف دينيس بيرجكامب الرائع في الدقائق الأخيرة على حساب المنتخب الأرجنتيني، والذي بات أحد أشهر الأهداف في تاريخ النهائيات، قبل أن يعانده الحظ في نصف النهائي ليخسر أمام المنتخب البرازيلي بركلات الجزاء الترجيحية.
ووصل المنتخب البرازيلي للنهائي منتشياً بتخطيه المنتخب الهولندي، فضلاً عن كونه حامل لقب النسخة السابقة، إضافة إلى ضمه أفضل لاعب في العالم وقتها رونالدو، إلا أن الحراك الرياضي والاجتماعي الذي انتظم في فرنسا من أجل المونديال كان الحافز الأساسي لرفاق زين الدين زيدان لحسم اللقب.
لعله من أكثر الأمور غرابة في تلك المباراة إعلان عدم مشاركة رونالدو بسبب وعكة صحية، بل لم يضعه الجهاز الفني للمنتخب ضمن قائمته الرسمية التي بعث بها للجنة المنظمة، قبل أن يعود بشكل مفاجئ قبل ساعتين فقط من انطلاقة المباراة ليقدم قائمة جديدة تحتوي اسم رونالدو الذي لم يكن في يومه تماماً بعكس أسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان.
2002 معجزة كوريا الجنوبية
لم تصنع كوريا الجنوبية الحدث في 2002 بتنظيمها لنهائيات كأس العالم مناصفة مع جارتها اليابان فحسب، إنما كانت المفاجأة في عبور الشمشون الكوري لنصف نهائي البطولة بعد تخطيه لمنتخب في قيمة المنتخب الإيطالي ضمن دور الـ 16 عبر الهدف الذهبي.
ومنح ذلك الهدف الكوريين شعوراً بقدرتهم على تحقيق المعجزة، حيث شاهد الجميع عشية المباراة كيف خرجت الجماهير الكورية للشوارع ابتهاجاً بالانتصار الذي تلاه فوز ثمين على عملاق آخر هو المنتخب الإسباني عبر ركلات الجزاء الترجيحية، بعدما انتهت المباراة بالتعادل بدون أهداف، قبل أن تصطدم المغامرة الكورية بالماكينات الألمانية في نصف النهائي.
2006 سقوط الأسطورة
وصل المنتخبان الإيطالي والفرنسي للمباراة النهائية في مونديال 2006 الذي نظمته ألمانيا، وبطبيعة الحال كانت الأنظار تتجه للنجم الفرنسي زين الدين زيدان العائد من الاعتزال إلى جانب النجمين ليليان تورام وكلود ماكيليلي، لمساعدة منتخب الديوك الساعي إلى استعادة لقبه.
وقدم زيدان دورساً في فنون كرة القدم وهو يقود منتخب بلاده للنهائي بعدما كان صاحب الفضل في الانتصار على نظيره الإسباني في دور الـ 16، والمساعد في تخطي المنتخب البرازيلي في ربع النهائي، قبل أن يسجل هدف الفوز في نصف النهائي أمام المنتخب البرتغالي من ركلة جزاء. وجاء أداء النجم ذي الأصول الجزائرية مثالياً طوال البطولة، بيد أن كلمات المدافع الإيطالي ماركو ماتيراتزي المسيئة شكلت نقطة التحول الكبرى بعدما وجد زيدان نفسه يعتدي على المدافع الإيطالي بشكل مفاجئ وبوحشية أخرجته من الملعب بالبطاقة الحمراء، فيما مضى المنتخب الإيطالي لحصد ذهب البطولة.
2014 إذلال صاحب الأرض
طبيعة الجغرافيا وجدولة البطولات تجعل المرء في بعض الأحيان يشعر بالغبطة لمشاهدته لقاء ما، وفي أوقات أخرى تجبره على الاعتراف بأنه في المكان والزمان الخاطئين، ذلك بلا شك ما شعر به كل محبي المنتخب البرازيلي في نصف نهائي 2014 بعد الخسارة المذلة على يد المنتخب الألماني.
وفي الوقت الذي عبر فيه المنتخب الأرجنتيني إلى النهائي بدون أي أخطاء على حساب هولندا من داخل ملعب الماركانا الشهير، كان نصف النهائي الآخر يشهد واحدة من أكثر المباريات سريالية في تاريخ نهائيات كأس العالم، عندما اكتسح الألمان أصحاب الأرض بسبعة أهداف لهدف وحيد.
ولعل ما كان أشد إيلاماً للمشجعين البرازيليين اضطرارهم في اليوم التالي إلى المرور على ساحة يحتلها آلاف المشجعين الأرجنتينيين الذين لم يكن لهم أن يفوتوا فرصة التندر على الند التقليدي.