الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024
الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024

الاتحاد البلجيكي يشترط لقب المونديال لإطلاق سراح مارتينيز

حينما جرت إقالة الإسباني روبيرتو مارتينيز من تدريب فريق إيفرتون الإنجليزي لكرة القدم، بدا من المحتمل أنه وصل إلى نهاية مسيرته التدريبية. وكان تولي مارتينيز تدريب إيفرتون بمثابة فرصة كبيرة له بعد سنوات من تدريبه لفريق سوانسي سيتي الإنجليزي، وكذلك ويغان أتلتيك، الذي أحرز معه لقب كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2013، لكنه أخفق في اغتنام تلك الفرصة في النهاية. وبعدما تولى رجل الأعمال الإيراني فرهاد مشيري زمام الأمور في قلعة «جوديسون بارك»، قام على الفور بوضع حد لمشوار مارتينيز مع إيفرتون الذي استمر ثلاثة أعوام. وقام النادي الإنجليزي بتوجيه الشكر له بعدما قاد الفريق للحصول على «أعلى عدد من النقاط في تاريخه ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز». ولكن خلف هذا الوداع المهذب، كانت جماهير الفريق سعيدة برحيل مارتينيز، حيث كانوا يشعرون بأنه سيقود الفريق إلى الهاوية. كان المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، على ما يبدو، من بين مجموعة من اللاعبين الأساسيين الذين لم يؤمنوا بطرق لعب مارتينيز. وبعد مرور عامين على قيام مارتينيز بالعمل مع لوكاكو في المنتخب البلجيكي، فإن الأمر أصبح مختلفاً الآن، بعدما استعاد المدرب الإسباني سمعته التدريبية مع المنتخب الملقب بـ «الشياطين الحمر». وحافظ المنتخب البلجيكي على سجله خالياً من الهزائم خلال 23 مباراة متتالية، كما أصبح على بعد مباراة وحيدة من أجل التأهل للمباراة النهائية في كأس العالم. جاءت بداية مارتينيز مع المنتخب البلجيكي مهتزة، بعدما خسر أمام منتخب إسبانيا ودياً، قبل أن يحقق الفريق انتفاضة جامحة تحت قيادته، بتحقيق 18 انتصاراً وخمسة تعادلات. وتتردد أنباء في الفترة الأخيرة أن مارتينيز سينتقل إلى تدريب أحد المنتخبات الأوروبية (منها المنتخب الإسباني)، إضافة إلى أن هناك العديد من الأندية الكبيرة «تطلب وده». من جانبه، رد جيرارد لينارد رئيس اتحاد الكرة البلجيكي على تلك التقارير قائلاً لصحيفة «لا دورنييه هيور» البلجيكية «لدينا اتفاق مع روبيرتو مارتينيز. إنه رجل نبيل». وجدد اتحاد الكرة البلجيكي عقد مارتينيز حتى عام 2020 في شهر مايو الماضي، لكن لينارد أضاف «إذا توجنا أبطالاً للعالم فلن يزعجني رحيل مارتينيز عن الفريق». وربما تأتيه دعوات من أندية كبرى في بطولة الدوري الإسباني. ولم تسنح الفرصة أمام مارتينيز لإثبات وجوده بوصفه لاعباً في الدوري الإسباني، حيث لعب لفترة قصيرة للغاية في صفوف فريق ريال سرقسطة. وفي ظل تعاونه مع مساعده الإنجليزي جرايم جونز، الذي لعب معه في صفوف ويغان، ومدرب اللياقة البدنية الويلزي ريتشارد إيفانز، الذي عمل مع مارتينيز ضمن الطاقم الفني لسوانسي، فإن المدرب الإسباني تنمو سمعته التدريبية سريعاً. وعلى الرغم من النجاحات التي حققها مارتينيز ( 44 عاماً)‏‏ مع منتخب بلجيكا، فإنه يتعرض لبعض الانتقادات من حين لآخر، عندما يجري تفسير مسلكه الدؤوب على أنه متمحور حول ذاته. وانتقل اللاعب الأسكتلندي الدولي السابق كريج بيرلي لوسائل التواصل الاجتماعي، أول أمس السبت، للتعليق على تصريحات مارتينيز بعد فوز بلجيكا على البرازيل في دور الثمانية في المونديال. وكتب بيرلي على حسابه الإلكتروني الخاص بموقع التواصل الاجتماعي تويتر «حسناً، هذه غطرسة غريبة ما لم يكن يقصد بتلك الطريقة»، في إشارة إلى تصريحات مارتينيز الذي قال «لم أخسر أي مباراة على لوحة التكتيكات». لكن مدرب المنتخب البلجيكي سرعان ما حظي بدعم الكثير من الأفراد الذين دافعوا عنه. كان مارتينيز صرح بعد فوز بلجيكا 2 ـ‏‏‏‏ 1 على البرازيل «أعطيت اللاعبين خطة تكتيكية صعبة للغاية». وأضاف «من السهل جداً أن تفكر أنك ستحضر مباراة في كرة القدم وتفوز بها، لكن لا يمكنك فعل ذلك أمام البرازيل». وأوضح «كان ينبغي علينا أن نتحلى بالشجاعة من الناحية التكتيكية، وأن يقوم اللاعبون بتنفيذ الخطة الموضوعة». ويرى بعض المتابعين أن مارتينيز لعب دوراً مهماً في اجتياز منتخب بلجيكا عقبة البرازيل، بعدما قام بتغيير الخطة إلى 4 ـ‏‏‏‏ 3 ـ 3 من خلال الاعتماد على كيفن دي بروين مهاجماً وهمياً، حيث أدى لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي دوره على أكمل وجه، بعدما أحرز هدفاً ونال جائزة أفضل لاعب في المباراة. ويستعد مارتينيز الآن لخوض معركة تكتيكية أخرى أمام نظيره الفرنسي ديدييه ديشان، حيث يتطلع إلى مواصلة السير على هذا النهج من أجل التأهل للمباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخ بلجيكا في كأس العالم، وهو الأمر الذي لم يكن أحد يتوقعه عندما أقيل من تدريب إيفرتون قبل عامين.