الاحد - 19 يناير 2025
الاحد - 19 يناير 2025

هاري ماغواير يتوهج في دفاع الأسود الثلاثة ويرفع سقف طموحات الإنجليز

تتابع جماهير المنتخب الإنجليزي بفخر وشغف كبيرين تقدم منتخبها في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وتـأخذ البطولة طابعاً من الخصوصية في مدرسة سانت ماري الثانوية العليا في مدينة تشيسترفيلد حيث تغيب دايسي (17 عاماً) شقيقة هاري ماغواير مدافع المنتخب الإنجليزي، كما يغيب صديقه الأستاذ المساعد داني روسيل لعدد من الأيام في الفترة الأخيرة، لكنّ كليهما لن يتعرض لعقوبة الغياب، فمن النادر الحصول على فرصة حضور مباريات شقيقك أو صديقك في نهائيات كأس العالم. وحرص جمع من أصدقاء وعائلة ماغواير على التوجه إلى روسيا لمتابعة مشاركته مع إنجلترا، لكن ربما لم يتوقع الكثيرون منهم الحضور هناك حتى الدور الحالي، ومشاهدة منتخبهم يحقق الإنجاز ويقترب من بلوغ النهائي والتتويج باللقب. وهناك في مقاطعة ديربيشاير تنتاب معلمي ماغواير السابقين موجة من الحماس وهم يتابعون مجريات المونديال، وبينما يتذكرون أيامه في فرقة كرة القدم لم يكن يتخيل أي منهم مشاهدته في نهائيات كأس العالم بعد أقل من عقد على مغادرته الملاعب المدرسية. «بصراحة عندما شاهدته في عمر 15 أو 16 عاماً توقعت أن ينجح في احتراف كرة القدم لكن لم أتوقع مشاهدته في الدوري الإنجليزي الممتاز»، بهذه الكلمات بدأ مارتن ماكي رئيس قسم التربية الرياضية في مدرسة سانت ماري حديثه عن مدافع المنتخب الإنجليزي. وأضاف ماكي «عندما انضم إلينا بعمر 11 عاماً كان واضحاً أنه سيصبح أحد اللاعبين الجيدين في فريق كرة القدم، لكن أن أتوقع مشاهدته في ربع نهائي كأس العالم؟ بالتأكيد لم يحدث ذلك». تأثير استطاع ماغواير في انتزاع عبارات الإعجاب بمستوى الأداء الذي يقدمه في خط الدفاع بجانب كل من كايل ووكر وجون ستونز، خاصة في المباراة أمام المنتخب الكولومبي، حيث كان أداؤه مؤثراً في الحد من خطورة هجوم الخصم وتشكيل الضغط في النصف الآخر من الملعب. وتدرج اللاعب الذي نشأ في قرية موسبورو جنوب مقاطعة يوركشير عبر المراحل السنية في نادي شيفيلد يونايتد قبل أن يغادر إلى هال سيتي ومن هناك إلى ليستر سيتي حيث يُعتبر اللاعب الوحيد الذي لم يغب لدقيقة في موسم 2017-2018. ويتذكر ماكي أيام ماغواير في سانت ماري «كان رياضياً لا يهتم فقط بكرة القدم، يشارك في سباقات الجري ورياضة رمي القرص، وعندما عاد أخيراً للحديث مع فتيان المدرسة كانت احدى أبرز ذكرياته هي الخسارة في سباق 800 متر في اللحظات الأخيرة لصالح صبي من مدرسة أخرى». وتعلم هاري من أيامه في مدرسة سانت ماري أهمية الانضباط على أرض الملعب، والذي أفاده كثيراً في مواجهة التمثيل المسرحي الذي شاب أداء بعض اللاعبين في مباراة ربع النهائي أمام المنتخب الكولومبي، كما يتذكر ماكي «لدينا التزام كبير بالانضباط في الأداء، ولا أتذكر يوماً أن طلبت منه المغادرة بسبب مخالفة في أسلوب الأداء». شغف هناك في مدرسته الابتدائية يتذكرون كيف كان ماغواير يجلس على الأرض في فترة استراحة الإفطار لمشاهدة مباريات نهائيات كأس العالم 2002 في كوريا واليابان على الشاشة، وتقول مديرة المدرسة التي شاهدت أشقاء اللاعب الثلاثة يتخرجون في نفس المؤسسة التعليمية «جميعهم متواضعون بدرجة كبيرة، كنا نأخذهم للمشاركة في البطولات الرياضية وعندما نكسب يقول مشجعو الفريق الآخر: نعم طبيعي أن يفوزوا وبينهم الأشقاء ماغواير». وتضيف ماري «من الرائع رؤية ذلك الفتى يلعب اليوم في نهائيات كأس العالم». قبل عامين سافر ماغواير ضمن مجموعة من الأصدقاء والأشقاء لمشاهدة بطولة الأمم الأوروبية 2016 كمشجعين، واليوم توجهت المجموعة ذاتها برفقة شقيقه لورنس لحضور مباريات مونديال روسيا، أما الأسكتلندي نيل كولينز والذي لعب في فرقة شيفيلد يونايتد التي شهدت بزوغ نجم ماغواير فأكد أنه لا يزال على تواصل مع زميله السابق حتى الأيام الماضية. وأضاف «ربما لا أشجع المنتخب الإنجليزي بيد أنني أدعم هاري، أتلهف لمتابعة ما يفعله، كما أنه صديق حقيقي لا يزال يسأل عن أحوالي». مكاسب كان ماغواير قد لعب دوراً مهماً في تأهل فريق شيفيلد يونايتد إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي للشباب في 2011، ليخوض بعدها موسمه الأول الكامل مع الفريق بعمر 18 عاماً، وعن ذلك بيّن كولينز «لقد كان يمثل ظاهرة في تقديم الأداء المتسق، وعندما تقدمنا في بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2014 واجهنا أستون فيلا وكان في مقدمة هجومه كريستيان بنتيكي الذي تفوق وقتها بقوته ومهاراته على أعتى دفاعات أندية البريميرليغ، لكن ماغواير تمكن من السيطرة على خطورته». وأردف «أعتقد أن إحدى أبرز النقاط الإيجابية في شخصيته هي انفتاحه على تقبل النصائح، لديه اهتمام بالاستماع للحديث المفيد وتطبيق ما يطور من أسلوبه في الأداء». ويرى كولينز أن ماغواير تمكن من الاستفادة القصوى من تواجده في تشكيلة المنتخب الإنجليزي المنافس على لقب كأس العالم 2018، وظهوره في أبرز نافذة لتسويق اللاعبين في العالم، مضيفاً «لا أصدق أن أحد أندية القمة الكبرى لم يتحرك لكسب خدماته عندما كان في صفوف هال سيتي، الآن أعتقد أن الأندية الكبرى سيكون عليها دفع الكثير من المال مقابل الفوز بتوقيعه».