السبت - 07 ديسمبر 2024
السبت - 07 ديسمبر 2024

تيريزا ماي تقارن نفسها بساوثغيت

وسط خلافات وتقسيمات البريكست، أصبح المدير الفني للمنتخب الإنجليزي لكرة القدم غاريث ساوثغيت، نموذجاً في إنجلترا الجديدة. ويطمح ساوثغيت (47 عاماً) إلى قيادة المنتخب الإنجليزي للفوز على نظيره الكرواتي اليوم في العاصمة الروسية موسكو، بالدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا. «من زيرو إلى هيرو» أو «من صفر إلى بطل».. هكذا كان العنوان الذي استخدمه كثيرون لوصف رحلة ساوثغيت من الصفر إلى أن أصبح كنزاً وطنياً. وأثار النجاح غير المتوقع للمنتخب الإنجليزي على أرض الملعب، والطريقة الرائعة التي قاد بها ساوثغيت الفريق في البطولة، مقارنة مع الانقسامات التي تسبب بها البريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي). وذكرت صحيفة «ذي صن» أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي قارنت نفسها بساوثغيت، في محاولة لتوحيد حكومتها المتصدعة بشأن خطط البريكست. ونقلت الصحيفة عن تيريزا ماي قولها عن المنتخب الإنجليزي «في بيئة أخرى، لدينا مجموعة من الأشخاص الذين قال الجميع إنهم أفراد لا يرغبون في اللعب معاً كفريق واحد، ولكنهم اجتمعوا معاً كفريق ويعملون أيضاً بشكل جيد». وقبل عامين فقط، تلقى المنتخب الإنجليزي لطمة قوية وسقط أمام المنتخب الأيسلندي في الدور الثاني (دور الستة عشر) لبطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا، وذلك بعد أيام قليلة من صدمة الاستفتاء الذي اختار فيه البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي. وأثار هذا بعض الدعابات والمزح عن قدرة إنجلترا على الخروج الأوروبي مرتين في غضون أسبوع واحد. وبعدها، تولى ساوثغيت مسؤولية تدريب الفريق، وسط كم هائل من الشكوك بشأن مستقبل الفريق نظراً لعدم خبرته، علماً بأنه تولى تدريب الفريق خلفاً للمدرب سام الأردايس الذي قضى مع الفريق فترة قصيرة للغاية. وأحدث ساوثغيت ثورة هادئة في صفوف الفريق. وبزغ نموذج جديد لتخفيف الضغوط. وجه مختلف ذكرت صحيفة «ذي نيو ستيتسمان» السياسية الأسبوعية «بعد مرارة وانقسامات استفتاء البريكست، أظهر ساوثغيت، من خلال وقاره وتواضعه، وجهاً مختلفاً إلى العالم، وجهاً قد نطلق عليه بدايات إنجليزية جديدة تقدمية». كما أصبح ساوثغيت حاضراً بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نال الكثير من الإشادة لدى مستخدمي هذه الوسائل. وعلى أرض الملعب، قطع المنتخب الإنجليزي بقيادة ساوثغيت شوطاً كبيراً وطريقاً طويلاً للتخلص من الأشباح التي طاردت الفريق في الماضي، وذلك من خلال الفوز بركلات الترجيح في كأس العالم للمرة الأولى بعد العديد من الهزائم المؤلمة. وتخلص ساوثغيت نفسه من صدمة ركلات الترجيح التي حاصرته منذ سنوات، حيث سبق لحارس المرمى الألماني أندرياس كوبكه، التصدي لركلة الترجيح التي سددها ساوثغيت في مباراة المنتخبين بالمربع الذهبي ليورو 1996. وساعدت الدروس التي تعلمها ساوثغيت من هذه المواجهة السابقة مع المنتخب الألماني، المنتخب الإنجليزي على اجتياز العقبة الكولومبية في دور الستة عشر بالمونديال الجاري. مع كل خطوة، من اختيار الفريق، إلى اختيار الخطط والطريقة التي يتعامل بها مع وسائل الإعلام، أظهر ساوثغيت هدوءاً وقرارات عقلانية. وبدا أن اللاعبين الجيدين من الممكن أن يصبحوا مدربين ناجحين. وأظهر ساوثغيت أن هناك العديد من أساليب القيادة. وينتظر أن يواصل ساوثغيت العمل بأسلوبه نفسه، والذي قد يقود الفريق إلى المباراة النهائية على استاد «لوجنيكي»، والمقررة يوم الأحد المقبل إذا تغلب على نظيره الكرواتي.