الاحد - 19 يناير 2025
الاحد - 19 يناير 2025

عبدالله حسن: كرواتيا قدمت درساً في التدرج الفني والثبات البدني والذهني

جزم المحلل الفني والمحاضر الآسيوي عبدالله حسن بأن مباراة كرواتيا وإنجلترا في نصف نهائي كأس العالم أمس الأربعاء، والتي انتهت لمصلحة الأولى بهدفين لهدف، حملت الكثير من المتعة التكتيكية من الفريقين. وأضاف، مدربا الفريقين «زلاتكو وساوثغيت» عرفا كيف يستثمران إمكانات لاعبي الفريقين بكل فاعلية ممكنة للفوز، وإنجلترا خلال مبارياتها لعبت بخطة 3-5-2 بثبات لاعبي ارتكاز، وهذه الطريقة لها نقاط ضعف متعددة وأهمها أنها تفتقد التوازن على الأطراف وهذا ما استغلته بشكل مؤثر كرواتيا واستطاعت قبل النتيجة لمصلحتها. وقال في قراءة فنية للمباراة: يمتاز لاعبو كرواتيا بالأفضلية المهارية والتكتيكية في وسط الملعب فكانت التعليمات بمراقبتهم التي انشغل بها لاعبو ارتكاز إنجلترا، ما أدى لافتقاد الأطراف للمساندة المباشرة منهم فكانت نقطة ضعف واضحة ساعدت كرواتيا كثيراً. وأوضح المحلل الفني أن فاعلية رحيم سترلينغ خلف كين في إيجاد مساحات للثلاثي القادم من الوسط تكتيكياً كانت مثيرة، لكنها لم تجد نفعاً أمام دفاع كرواتي منظم في العمق ويتحكم بالكرات الهوائية والمساندة الهجومية للاعبي الوسط على الأطراف. ولفت إلى أن الإنجليز كعادتهم لعبوا من أجل الإبداع إلا أن الحلول المباشرة غابت عنهم في اللقاء عدا الضربات الثابتة التي امتازوا بها وأثبتوا فاعليتها في كثير من المباريات، مشيراً إلى أن كرواتيا درست نقاط قوة الإنجليز، وبنى زلاتكو خطة الفوز بالتشديد على عدم ارتكاب الأخطاء أمام منطقة الجزاء فكانت أخطاؤهم قليلة جداً والتي استفاد الإنجليز من أحدها وسجلوا الهدف الأول في المباراة، ولكن الدفاع كان منضبطاً ولم يكن منغلقاً في دفاع المنطقة. وأكمل «التحكم بالكرات الهوائية ساعد لاعبي كرواتيا ولذلك لم يندفعوا نحو تحركات لاعبي إنجلترا في إيجاد مساحة للاعب المستهدف من الضربة الركنية، والميزة الأهم هي أنهم كانوا سباقين لقطع الكرة قبل الأسود الثلاثة». وذكر حسن، في وسط الملعب الإنجليز كانوا حذرين من فقدان الكرة أمام لاعبي وسط كرواتيا الأفضل في البطولة مقارنة بالمنتخبات الأخرى لذا لجؤوا إلى تمريرات سريعة مباشرة للأمام خوفاً من الضغط الذي يمتاز به رفقاء مودريتيش في طريقة التحول للهجوم بالاستحواذ الفعال في تغيير اتجاه اللعب في المساحات الخالية، وهذا ما افتقده زملاء الأمير كين. وأضاف، لمعالجة الوضع عمد المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت إلى خطة التكتيك البديل وهو الضغط للحصول على الكرة الثانية بعد التمرير المباشر الطويل من الخلف خوفاً من افتقاد الكرة، ثم تتحول إلى هجمات مرتدة سريعة لن تستطيع إيقافها، إلى جانب تبديل سترلينغ لأجل التكتيك البديل، وعلى الرغم من نجاح خطته أحياناً مع تقدم لاعبي الوسط إلا أن فاعلية وديناميكية لاعبي كرواتيا في سرعة الارتداد لم تعط أفضلية للإنجليز للتفوق. وخلص المحاضر الآسيوي إلى أن كرواتيا تفوقت في كثير من مراحل المباراة بلاعبين يمتلكون القرار والقيادة عكس إنجلترا، وبوصولهم إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخهم يقدمون درساً فنياً في كيفية التدرج الفني والثبات البدني والذهني خلال البطولة ويكفي أنها لعبت ثلاث مرات أشواطاً إضافية دون أن يتأثر لاعبوها تكتيكياً وتنظيمياً مهما كانت طبيعة وقوة المنافس.