الاثنين - 24 مارس 2025
الاثنين - 24 مارس 2025

راحلة البحر

من بعيد تطلّ النخلة وكأنها تطمئن على المكان، عينٌ على البحر، وعين على الصحراء، وبينهما الإنسان صديق الكل، الإنسان يحب الماء لدرجة الهيبة والتوجس أحياناً، نوع غامض من الحب، ولهذا صنع الإنسان آلة تعبر به البحر، كل هذه المقدمة التي تدّعي أنها تقربك من مفاتيح الصورة قد لا تكون ضرورية، أنت تحتاج إلى توغل في الصورة أن تشعر برائحة البحر، وإن تجعل ذاكرتك تجذب من أقاصي ذكرياتها صوت البحّارة، وأغاني (اليامال)، ذراع البحّارة التي لا بد أن تكون سمراء، لو أزلت صورة الرجل من المشهد لماتت الصورة، ولو أزلت صورة النخلة لفقد المشهد الدفء، لكن احذر أن تجعل (لو) تسيطر على خيالك، البحر يحتاج يقظة، فهو أقل تسامحاً من رحابة الصحراء، لكنك تشعر بالأمان عندما تقف قريباً من نهايته، البحر ذاته يهرب ويصبح أكثر توحشاً عندما يقترب من المحيطات، أعد النظر في الصورة تجد أن ثمة أشياء لم تتنبه إليها من قبل، شيء كملوحة البحر، كقصائد الصحراء.