2018-05-03
قُل ما شئت، الجيل المتلبس بالبياض أو جيل الرصيف، ليست البيوت أو المدن هي التي لها فقط منتمون بل حتى الأرصفة،أبناء الأرصفة، هذه ليست شتيمة، وإن رأى الانزياح الدلالي للكلمة رأياً آخر، لكن يبقى الرصيف أكثر رحابة والأهم أكثر إنسانية، لكل مكان شريحة معينة يكونون هم روّاده، إلا الرصيف يرتاده الناس، بإمكانك أن تضيف فقط، بإمكانك أن تضيف جملة للتأكيد اللفظي والمعنوي: يرتاده الناس..كل الناس.
لا يمكن أن تشعر أن من في الصورة غرباء، هم نحن أو بشكل أدق هم الذين نتمنى أن نكونهم، نعرف أدق تفاصيلهم، نبرة أصواتهم، طريقة حديثهم، طريقة تناولهم للأخبار، الكل ينصت لهم، المكان، الزمان، حتى الظل وقف ليظللهم متناسياً ومتحدياً حركة الشمس، وهم أيضاً كرماء بسطاء جداً، كل صفاتهم الجميلة صفات أزلية، لا أحد يعرف ماذا تسمّى الأشياء الجميلة قبل هؤلاء (المطر)، المطر هو الأشبه برائحة الصورة، ورائحة الآباء، والحياة.
فهيد العديم