الاثنين - 17 مارس 2025
الاثنين - 17 مارس 2025

حكاية قيد

•حتى وإن أصبح العشب قريباً جداً لا يتطلب عناء البحث، القيد وحده يجعل الإبل تشعر أن الأرض ضيقة جداً. •تشعر أن هنالك ثمة غربة وتوجس غير مُعلن بين الأرض وبين الإبل في الصورة، فجوة لافتة بين لون الأرض ولون الإبل، وكأن أحدهما طارئاً على الآخر، أخفاف الإبل تشعر بالنشاز، لم تعد تتموج مع الرمل لينتج عن ذلك الحالة التي تشبه هَجس أرواح البدو في الصحراء التي تتحول إلى غناء هجينيّ ينضح بالشجن النديّ. •أدق تعريف للصورة أن تقول عنها: (بعيدة) إذ إن كل شيء فيها يبدو غائراً، والمكان على هيئة كف شبه مغلولة، كأن الأرض تحاول أن تقبض على شيء ما. •إن كانت الإبل سفن الصحراء، فإن القيد الذي يوضع بأيديها هو المرساة، وعندما تضيق الأرض بالإبل فإنها تصبح كالسفن بلا بحر، وكأنها مخلوقة من حزن، أقرب لآهة عميقة وبعيدة آتية من زمان بعيد وقاسٍ.