الاثنين - 17 مارس 2025
الاثنين - 17 مارس 2025

هناك

•نظرة فاحصة، الاتساق مع طاقة الأشياء، ذلك الشيء البعيد الهارب من المشهد، كالصوت الذي يصدر عن فرك النقود، أو حتى وشوشتها عندما يلاطفها الهواء، كالمتعة الغامضة التي تحيط بالاختباء، كاللحن الذي يشبه الهروب. •ملامح رزينة تقدم معها روح هويتها، الأشياء البعيدة تحضر أو قل تسيل من ذاكرة التأمل، الظل في أدنى درجاته ارتباكاً، وكأنه ذلك المغادر الذي لا ينوي العودة إذ يبدو حتى ظله رمادياً وعلى عجل، أو حتى على خجلٍ، ذلك الخجل الذي يتساقط من مسارب الخجل، فيكون لا رغبة له بأي شيء، لا رغبة له بالبقاء ولا بالرحيل ولا أي شيء. •اللوحة تستحق أن تعنون باسم (بين) فكل شيء بالصورة يقف بين شيئين، حتى الألوان تقف قريباً من مضارب الحياد، الشخص أيضاً يقف بين شيئين يضيفان للمشهد جزءاً من الصمت، حتى الضوء يبدو أنه يتوسد باستسلام تام ذوائب العتمة، والصورة بأكملها تقف بمنتصف طريق، وكأنها تتوسل ذائقة المشاهد أن يدلها حيث توجد روح الأشياء.