2018-05-09
كثيراً ما تصدرت اليابان واجهة الأخبار العالمية سواء بابتكراتها التقنية المتسارعة أم بالإشكالات المجتمعية التي تواجهها، والتي أبرزها ارتفاع نسبة الشيخوخية هنالك. في السياق نفسه، بدأت اليابان في طرح تجارب جديدة بإمكانها مواجهة الشيخوخة، تعتمد جميعها على ممارسة الحياة والإقبال عليها بشكل أكثر قوة وحيوية، حيث المنتجات المناسبة للأعمار، والمطاعم الصحية القادرة على فتح شهية كبار السن والحفاظ على صحتهم في آن واحد. ووفقاً لصحيفة لوفيغارو الفرنسية، يعد عام 2017 عاماً ممتازاً بالنسبة لارتفاع القوة الشرائية لليابانيين، نتيجة لافتتاح عدد ضخم من المحال التجارية تتسم بخبرة عالية وتنوع في المعروضات، في تحقيق إقبال أكبر على الشراء، خصوصاً لكبار السن. وبالفعل، ارتفعت المبيعات الموجهة باليورو بما يقرب من 12 في المائة محققة ثلاثة مليارات يورو، إلى جانب تحقيق الهدف النفسي المرتكز على تغيير أساليب وأنماط تعامل كبار السن مع عدد من المنتجات المطروحة. وبحسب رجل الأعمال نوربرت لوريت أحد المشاركين في التجربة الجديدة، في حديثه مع لوفيغارو، فإن الشيخوخة في اليابان قد تخطت المرحلة العمرية للسكان، وانسحبت أيضاً على قطاعات كثيرة في البلاد وشعرنا بأنها قد شاخت بالفعل، حيث الركود وارتفاع الضرائب وغيرهما، ما أثر في القوة الشرائية بشكل ملحوظ. من ثم كان من المهم تشييد مجمعات تجارية كبرى تعتمد على البساطة والأسعار المناسبة، لتحقيق توازن مع السلع الفاخرة المعروضة التي تلفت في الغالب نظر كبار السن، خصوصاً من لا يملكون أولاداً أو أحفاداً، ويفضلون المشتريات التي تتماشى مع أذواقهم بدلاً من الحفاظ على مدخراتهم بدون طائل. وأوضح لوريت أن تحفيز المتقاعدين على الشراء يحقق حالة من الرضا النفسي لهم، ويمنحهم نظرة متجددة للحياة إلى جانب ما يحققه من انتعاش اقتصادي، خصوصاً في حال التمكن من جذب السياح من كبار السن للشراء. وأنهت لوفيغارو بأن اليابان لديها دائماً قدرة على الابتكار تمكنها من التغلب على أغلبية المآزق التي تواجهها، حيث توافر المواهب في كل المجالات، والتراث والقيم الآمنة التي تجعلها الأكثر تطوراً حياتياً بين كل دول شمال شرقي آسيا.