2018-05-14
اللوحات الإرشادية كأنها لافتات لتنظيم شجون الغربة بعيداً عن الوطن، حتى الحديث يصبح أقرب للهمس، والرصيف يصبح أقرب لروح شاطئ، لهذا تمتد الحكايات حتى يصبح النسيم كأنه يقدم رشوة عطر يأتي بها من البلاد البعيدة، وتنام الأسرار على ذراع المساء قبل أن تصل للنوافذ البعيدة، ثلاثة ورابعهم الـ، وضع بعد التعريف ما شئت من عدد، وبلد، أياً كانت الطريقة فإنها ستصبح مرسى الحكايات، تكاد تسمع أنين حكاياتهم، بل ويهيأ لك أن ضحكات أطفالهم البعيدة تسحقهم وهي تمتزج بين فرح وحزن، ذلك المزيج الذي يشبه غصّة طويلة تستلقى في الحنجرة لأيام، لو بحثت لتعريف لهؤلاء الرجال فلن تجد أدق من وصف (ناي) تعريفاً للحالة التي قبضت عليهم الكاميرا وهم متلبسون بها، وفي الغربة من الممكن أن يتحول الإسمنت إلى بساط ريح ينتقل بك إلى مسقط رأسك وروحك، يتحول صدرك إلى حديقة أشجان، وعلى الرغم من ذلك هنالك ظل ابتسامة ترفرف في أرجاء المكان.