الاثنين - 24 مارس 2025
الاثنين - 24 مارس 2025

مسافة بين حالتين

يحمل حقيبة شجن، وبيده الأخرى نشرة أخبار، هكذا هي رمزية إنسان العصر الحديث، يلهث وراء الحياة التي تبدو وكأنها أخبار، ويتناسى الإنسان أنه هو مانشيت أخبارها، كل خبر يقضم شيئاَ من أطرافه، كل خطوة للأمام تقربه للنهاية لا محالة، وهذه المرة الخط بين المغادرين والقادمين ليس مجرد خط وهمي، لكنه حاجز حديدي تجعله العلامات الحمراء أكثر جدية وقسوة، القادم دائماً أكثر خفّة واخضراراً، فيما المغادر دوماً يجر قدميه كي تجر هي بدورها الحقائب، ابتسامة المغادر مهما توهجت لا يمكن أن تتخلص من ظل الحزن، فيما القادم حتى ولو لم يبادر فإنها تنطلق عفوية كأرنبٍ بري، وللمسافة دائماً أسرارها ودهشاتها، فبضع خطوات من الممكن أن تصنع فارقاً، أو تنقل الشخص من روح إلى روحٍ أخرى، فالمغادر أو القادم ليست مجرد صفة، بل هي أبعد من مجرد تمييز، هي المسافة بين شخص يمزّقه التلويح على مهل، وبين شخص يشعر أن روحه بحالة عناق لمن يحب.