تأريخ مسيرة قرن فنياً

يحتضن متحف الشارقة للفنون معرضاً فريداً من نوعه يحمل عنوان «مسيرة قرن .. إضاءات من مؤسسة بارجيل للفنون»، ويحفل بمجموعة منتقاة من اللوحات الفنية الحديثة والمنحوتات التشكيلية، وصل عددها إلى 130 قطعة معارة من الشيخ سلطان سعود القاسمي إلى مؤسسة بارجيل لمدة خمسة أعوام. يشرف على تقييم المعرض فنياً كل من سلوى المقدادي، ماندي مزربان، وكريم سلطان، ويتيح لزوار منطقة قلب الشارقة الاستمتاع بفضاءات مشرعة على الجمال والفن والإبداع، تحتضنها مساحات رحبة داخل منطقة الفنون. ويحوي المعرض كوكبة من الأعمال لفنانين معاصرين، منها لوحة «مستحمون» للفنان أحمد الزعبي، «شهداء» لفيصل لعيبي، «ميتافيزيقية» لصلاح طاهر، و«منزلي» لابتسام عبدالله. كما يضم لوحة «القطة البيضاء» لمؤسس المدرسة المصرية الحديثة الفنان التشكيلي محمود سعيد، تجاورها لوحة للفنان عبدالقادر الريس، وأخرى لرائد المفاهيمية الفنان الإماراتي الراحل حسن شريف، وجميعها تركز على فترة الفن الحداثي في المنطقة العربية. وأكد لـ «الرؤية» مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون الشيخ سلطان سعود القاسمي، أن المعرض يؤرخ بطريقة بانورامية للفن العربي الحديث، مستعرضاً المدارس التشكيلية المختلفة، منها مدرستا الخرطوم وكازبلانكا، وغيرهما من المدارس التي أسهمت في إثراء الساحة الفنية العربية. وأوضح أن عرض هذه الأعمال يهدف في المقام الأول إلى سد ثغرات مهمة في التاريخ الفني العربي، الذي يفتقر للاهتمام، بخلاف الفن الأوروبي الذي نجح في الحصول على حقه الكامل عبر المعارض والدراسات العلمية المتخصصة. وأشار القاسمي إلى أن المتجول بين لوحات المعرض سيلاحظ أن هناك صلات وثيقة تربط بين المدارس الفنية العربية، خصوصاً التجريدية والحروفية والبورتريه، مستشهداً بعدد من الأعمال الفنية التي نفذها فنانون لبنانيون منهم سلوى شقير، وتلك التي رسمها المغربي محمد شبعة ومحمد مليحي. وذكر مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، أن استكشاف هذه الوصلات من الصعب الكشف عنها في معرض واحد تستمر مدته لفترة قصيرة، إذ كان لابد من إطلاق معرض دائم يضم هذا الكم الكبير من اللوحات التي يفوق عددها 130 عملاً. بدورها، أفادت «الرؤية» القيمة الفنية على المعرض سلوى المقدادي أن «مسيرة قرن» يعتبر الأول في تاريخ الإمارات، الذي يعرض مقتنيات خاصة للجمهور العام لمدة تتجاوز الخمسة أعوام. وأوضحت أن المعروضات تغطي قرناً كاملاً من الإنتاج الفني في المنطقة العربية، ابتداءً من أواخر القرن التاسع عشر حتى أواخر القرن العشرين.