2018-05-17
تتجه أنظار الخبراء الفرنسيين اليوم الخميس إلى تشيلي لمتابعة ما يمكن أن يحققه التلسكوب الجديد والضخم جداً، كما يوصف، الذي جرى تركيبه في تشيلي لدراسة أنظمة الكواكب.
وأطلق على التلسكوب اسم ماتيس، وتقع أغلبيته تحت سطح الأرض في قلب جبال تشيلي في صحراء أتاكاما، حيث الهواء هو الأكثر جفافاً في العالم، ما يجعل من كل ليلة فرصة حقيقية لرؤية السماء الجنوبية.
ويعد ماتيس الذي يعمل على مدار اليوم ويزن ثلاثة أطنان، أحد المشاريع العلمية الفرنسية، الذي تتكون فيه المرايا ومحركات الجداول البصرية من أكثر من عشرة آلاف قطعة مصنعة ومجمعة وقادرة على العمل بكفاءة عالية وتسجيل التفاصيل كافة بدقة فائقة في جنح الظلام.
ووفقاً لصحيفة لوموند الفرنسية فإن التلسكوب ماتيس هو واحد من أهم الأدوات الرئيسة اليوم للمرصد الأوروبي، ويعد هذا الاكتشاف الفرنسي الأبرز في عالم الفلك ثمرة نتاج عمل دائم على مدى عشر سنوات ضمن معاهدات أوروبية عدة في هذا المجال.
ويأمل عالم الفلك في جامعة نيس ورئيس الفريق العلمي للمشروع، برونو لوينز، في حديثه مع الصحيفة، أن يتمكن العلماء ابتداء من اليوم من فهم أكثر عمقاً ودقة حول كيفية تكوين الكواكب، فمسألة أصل النظام الشمسي هي مسألة قديمة، ولكن لا بأس من التوصل إلى إجابات أكثر وضوحاً حولها.
ويشرح المهندس الفرنسي المسؤول عن التلسكوب ماتيس فكرة عمله للوموند، مبيناً «المشكلة دائماً تأتي من الحاجة لاستقرار درجة الحرارة التي يلتقطها أي تلسكوب، فمن الضروري أن يكون مسار الضوء بشكل عام مساوياً لعدد قليل من النانومترات، وهو ما يميز ماتيس عن غيره بإمكانية تصحيح الاختلافات».
ونهت لوموند بأن ماتيس لا يزال موضع رصد دقيق لعلماء الفلك الفرنسيين، لأنه طبقاً لرؤية هؤلاء العلماء فإن ما يمكن مشاهدته الآن على نطاق الوحدة الفلطية قد يكون حدثاً فريداً، وبإمكانه تغيير بعض المسلمات الحالية مثل معرفة المسافة بين الأرض والشمس بدقة.
هكذا يظل أمام ماتيس تحدٍّ أكبر وهو قدرته على تقديم تقارير حول الأدوات الفلكية التي يمكن أن تتعامل مع المستقبل، خصوصاً أن التلسكوبات الحالية لا تسمح، على سبيل المثل، باستعادة صورة كوكب مثل الأرض لأنها تفتقر إلى البريق الكافي لرصدها.
