2018-05-17
أكدت نتائج دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة غلاسكو البريطانية دور اضطراب الساعة البيولوجية للجسم في مضاعفة أعراض الاكتئاب واعتلال المزاج.
ووفقاً لصحيفة ذا تليغراف البريطانية، فإن الساعة البيولوجية للجسم تتحكم في نمط النوم، درجة حرارة الجسم، أداء جهاز المناعة، وإفراز عدد كبير من الهرمونات داخل الجسم.
ولقياس علاقتها بالاكتئاب، درس فريق البحث الساعة البيولوجية لدى أكثر من 90 ألف شخص، إضافة إلى قياس أنماط النشاط والراحة لديهم.
واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في الساعة البيولوجية أكثر عُرضة للإصابة بأمراض عقلية وذهنية، حتى مع وضع عوامل عدة في الحسبان، من بينها السن، الجنس، نمط الحياة، نوعية التعليم، وأزمات الطفولة.
وعن أسبابه، لفت الأكاديمي رئيس فريق البحث دانيال سميث إلى أن استخدام الهاتف في وقت متأخر من الليل، وتناول المشروبات المنبّهة ليلاً يؤدي إلى عادات نوم غير صحية، سرعان ما تطور إلى خلل في الساعة البيولوجية.
وأردف سميث «ضبط الساعة البيولوجية لا يقتصر على ما نفعله ليلاً، ولكنه يتعلق بطبيعة النشاط اليومي إجمالاً، ويجب أن يحرص الشخص على النشاط نهاراً والاسترخاء ليلاً».
من جهتها، أكدت الباحثة المشاركة لورا لايل وجود ارتباط وثيق بين اضطراب الساعة البيولوجية والاكتئاب، وأشارت إلى التوصل إلى تلك النتيجة عبر فحص عينة كبيرة من المُشاركين.
وعن السبب، لفت فريق البحث إلى حدوث دورة بيولوجية ونفسية كل 24 ساعة، وأشاروا إلى أنها ترتبط بدورة النوم واليقظة وتتأثر بنمط إفراز الهرمونات يومياً.
وتوصل الباحثون إلى أن اضطراب تلك الدورة يضاعف من أعراض الاكتئاب، كما يؤدي إلى الإصابة بالخلل القطبي، اعتلال المزاج العام، انخفاض معدلات السعادة، وتراجع مستوى الرضا عن الذات.
وأشار فريق البحث إلى مواصلة الدراسة لتحديد التفاعلات التي تحدث داخل المورثات نتيجة اضطراب الساعة البيولوجية، وتؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية والذهنية.
وعن أهميتها، بيّنت لايل أن الدراسة تُعد بمنزلة تحذير عالمي، وأشارت إلى انخراط أغلب سكان العالم في نمط حياة حديث يضر بالساعة البيولوجية، ما يعني مضاعفة احتمالات الإصابة بالأمراض الذهنية.
وللحفاظ على الساعة البيولوجية، نصح سميث بتحاشي عوامل الإزعاج أثناء النوم ليلاً، مع الحرص على الاستيقاظ مُبكراً والخروج من المنزل فوراً لاستنشاق الهواء النقي.