2018-05-18
تروي 15 عملاً فنياً من اللوحات الزيتية والمجسمات المتنوعة للفنانة الإيرانية نرجس هاشمي حكاية الفرح والسعادة في معرض حمل عنوان «سأبني مدينة طويلة مترابطة ببعضها» يحتضنه غاليري إيزابيل فان دن إينده للفن التشكيلي في دبي.
واستعانت هاشمي بمواد متعددة تمزج بينها والألوان، تبني نوافذ تطل على القلب تشي بمحبة من يرنو عبرها، وشباك تشي بأسرار البحر، ولكنها تتودد إليه وتغازله وتخفف من رهبته وتروضه.
ويحفل المعرض الذي يستمر حتى 26 يوليو المقبل في دبي، بـ 15 عملاً فنياً من اللوحات الزيتية والمجسمات المتنوعة التي تسرد عبرها الفنانة رؤيتها التشكيلية المملوءة بالطاقة الإيجابية والإقبال على الحياة والفرح والسعادة.
وتحمل لوحة «ذاكرة» معاني رمزية لجمال الفلكلور التقليدي للنقش الذي يزين الجدران والأزياء القديمة في قريتها، على شكل مثلثات متقابلة مع بعضها مشكلة فيها حالة فردية من الفرح بذكريات الطفولة وما اختزلته ذاكرتها آنذاك.
ويغلب اللون الأصفر على اللوحة، إلى جانب اللون الأسود الرفيع والرمادي المائل إلى البياض.
واعتمدت الهاشمي في مجسم «حلم» على ورق تغليف الهدايا مع إضافة أسلاك الحديد الفضي اللامع، مستغلة مجموعة المربعات الهندسية في رسم المربعات، والتي تبدو كأنها نوافذ منازل مطلة على المدينة التي جسدتها بأوراقها وأخشابها.
وعملت على وضع كل الألوان الزاهية في برجها الشاهق لتحقق فيه حلمها على أرض واقع الفن التشكيلي.
استعانت هاشمي في معرضها بكل الخامات التي ربما لا تتفق مع بعضها في التسلسل الفكري للحبكة التجريدية.
نسجت الصوف الملون مع بعض لتحوله إلى شبكة صيد، واضعه في منتصفها مجموعة من المرايا الدائرية وكأنها تعطي البحر فرصة كي يحلم وتتحول الشبكة التي تأسر أسماكه إلى لوحة فنية تنشر الإيجابية والسعادة في أمواجه.
ويجسد مجسم «عربة الأجراس» مشهداً لعربة صغيرة نسجت فوقها مجموعة من الأجراس من الصوف الأبيض، الأسود، الرمادي.
ويرمز المجسم إلى الطفولة التي فقدت براءتها في ظل سيطرة التكنولوجيا، التي حولت ألوانها الزاهية المرحة إلى داكنة لتنقل الطفولة إلى الشيخوخة المبكرة.
وتقدم الهاشمي في معرضها صوراً للحياة والمدينة التي ترغب العيش فيها بعيداً عن ضوضاء الكرة الأرضية وضجة التكنولوجيا الكهربائية التي قضت على البراءة والطقوس الاجتماعية الجميلة.
ويمكن للمتلقي ملاحظة قدرات هاشمي في الحفاظ على توازنها الفكري التشكيلي التقليدي مع الاستعانة بالزخم الهائل للأفكار التي أفرزتها التكنولوجيا.