الاثنين - 13 يناير 2025
الاثنين - 13 يناير 2025

الزحف الرقمي يحيل محال ألعاب تقليدية إلى التقاعد

دفع الزحف الرقمي إلى عالم ألعاب الأطفال أصحاب محال تقليدية إلى البحث عن محفزات تعيد إليهم زبائنهم الصغار الذين باتت تستهويهم الألعاب الذكية، عبر تقديم سحوبات الفوز بتذاكر لحضور مسرحيات أو الفوز بألعاب إضافية. ولجأت محال إلى تقديم السكاكر والبونبوني في حالة شراء أي من الألعاب التقليدية مثل الليجو أو دمية باربي. وأفاد المسؤول عن أحد محال بيع الألعاب التقليدية أحمد الموصللي بأن منافذ البيع لجأت إلى مسابقات وسحوبات تحفيزية من أجل عودة الإقبال على شراء منتجاتها، مشيراً إلى أن الألعاب التقليدية تواجه تحدياً مركباً بعد أن أصبحت الإلكترونية تمثل أولوية لدى المراهقين والأطفال. ونوه بأن الأجهزة الذكية باتت تستهوي هذه الشرائح لما تتوافر فيها من إمكانات وسهولة تحميل التطبيقات التي تقدم نوعاً من الترفيه لا تستطيع الألعاب التقليدية توفيره، مشيراً إلى نسبة انخفاض المبيعات تجاوزت 61 في المئة مقارنة بالسنوات العشر الأخيرة. واعتبر التسوق الرقمي أحد الأسباب التي دفعت الجمهور إلى العزوف عن الذهاب إلى محال الألعاب التقليدية لسهولة البحث والاختيار. من جهته، أكد مدير مبيعات إحدى الشركات الدولية المتخصصة في تسويق لعب الأطفال عميد آدم علي أن الألعاب التقليدية مهمة لدعم نشاط الأطفال العقلي، إذ تمنحهم القوة والثقة في النفس لا سيما ألعاب «الفك والتركيب» الخشبية والبلاستيكية. وأشار إلى أنه وعلى الرغم من أن الألعاب التقليدية تلعب دوراً في تطوير الناحية العاطفية عبر تعاون الطفل مع الآخرين في مجموعات صغيرة، ما يؤدي إلى اكتسابه مهارات عدة مثل ضبط النفس والمثابرة، إلا أن دورها تقهقر إلى الوراء ولم تستطع الصمود أمام الموجة الرقمية. وحددت الاختصاصية النفسية الدكتورة عزة أبوالعلا أضرار الألعاب الرقمية ممثلة في الإدمان والعزلة، إذ يفقد الطفل أو المراهق صلته بالآخرين نظراً إلى ابتعاده عن الناس، كما أنه يصبح غير قادر على التركيز في دروسه. يذكر أن شركة Toys R Us صاحبة سلسلة متاجر لعب الأطفال الشهيرة للتجزئة، اضطرت إلى إغلاق جميع فروعها في الولايات المتحدة بعد فشلها في العثور على مشتر لإنقاذها من الإفلاس. وبررت تقارير أمريكية إفلاس الشركة بنجاح المواقع الإلكترونية وبالأخص أمازون، في تقديم منتجات أقل سعراً من مثيلاتها في هذه المتاجر التقليدية، إضافة إلى تباطؤ النمو بمراكز التسوق الكبيرة.