السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

4 عوامل تدفع سوق العملات المشفرة لـ«السقوط الحر»

4 عوامل تدفع سوق العملات المشفرة لـ«السقوط الحر»

تشهد سوق العملات الافتراضية هجرة جماعية متكبدة خسارة مهولة في القيمة السوقية، بسبب قانون تنظيم تحويل الأموال الأوروبي وتراجع إقبال المستثمرين، وتشير بيانات منصة كوين بيس للعملات المشفرة، إلى أن القيمة السوقية لإجمالي العملات الافتراضية حول العالم بلغت في يونيو الماضي نحو تريليون دولار، وهو رقم يقل بكثير عن الذروة التاريخية للقيمة السوقية للعملات الافتراضية المسجل في نوفمبر من العام الماضي، والبالغ 3.1 تريليون دولار، أي أن السوق فقدت 58% من قيمتها السوقية.

في الوقت نفسه، حدد الخبراء 4 أسباب دفعت سوق العملات المشفرة للسقوط الحر، أولها أنها لم تتمكن من ضمان وجود مصرف مركزي أو جهة مالية تحوز على اعتراف عالمي رغم مرور أعوام طويلة على التعامل بها، وثانيها أن بعض المصارف المركزية أجرت دراسات جدوى لإطلاق عملات رقمية خاصة بها، ما يضعف وجود العملات الحالية مثل بيتكوين، وثالثها هو ضعف الاقتصاد العالمي وارتفاع مستويات التضخم والتوقعات بركود اقتصادي جراء تراكم خسائر كورونا وتأثيرات حرب أوكرانيا، ما أدى إلى تجنب الأفراد والمؤسسات المالية الاستثمار بالأصول ذات المخاطر العالية، فعزفوا عن استمرار الاستثمار بالعملات المشفرة، أما السبب الرابع، فإنه يتعلق باستهلاك كميات كبيرة من الكهرباء للقيام بعمليات تعدين بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة، ومع القفزات الكبيرة في أسعار الطاقة وصدور تشريعات في بعض الدول بوقف نشاط شركات تعدين العملات المشفرة مثل الصين وإيران وتركيا، تراجع التعامل مع هذه العملة لتواجه السقوط الحر.

ملاذ غير آمن

ويأتي تراجع العملات المشفرة أيضاً في الوقت الذي تواجه فيه ما تعرف بـ«العملات المستقرة» مخاطر فقدان ارتباطها مع الدولار، مثل الـUSDD، التي فقدت هذا الارتباط لعدة دقائق يوم الأربعاء، ما كبد مستثمريها خسارة بـ40 مليار دولار، ويرى خبراء أن أداء العملات المشفرة ارتبط بالتراجعات الأخيرة في أسواق الأسهم، وهو ما ينفي فرضية تبناها الكثيرون حول أنها من الممكن أن تكون ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات.

وكشف تقرير مالي أمريكي لـ«كوين ديسك»، التي ترصد حركة العملات المشفرة في أسواق العالم، أن الزخم الذي شهدته أسواق العملات المشفرة في الأيام الماضية بدأ يضعف مع تراجع إقبال المشترين، مؤكداً أن العملة المشفرة تظهر علامات استنفاد المشتري كما يتضح من مؤشر القوة النسبية، وهو مؤشر يستخدم لقياس اتجاه معين، ويرجع الخبراء هجرة الاستثمار في العملات المشفرة إلى الاضطرابات السياسية التي تشهدها الساحة الدولية حالياً، خاصة الحرب الروسية الأوكرانية والصراع بين الصين وأمريكا، وما ترتب عليها من دخول العالم في ركود اقتصادي والهروب من الاستثمارات مرتفعة المخاطر وضعف الثقة في مستقبل هذه العملات، وفقاً لموقع «ذا كونفرسيشن».

وعانت أسواق الأسهم والعملات المشفرة من عمليات بيع قوية، مع توجه المستثمرين لأصول الملاذات الآمنة، بسبب المخاوف المتعلقة باحتمالات انزلاق الاقتصاد العالمي إلى الركود على خلفية سياسات التشديد النقدي القوية التي اتبعتها أغلب البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أو بسبب مخاوف التضخم التي وصلت لمستويات قياسية والناتجة عن كسر سلاسل التوريد واستمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا

ويعود جزء كبير من هذا التراجع، إلى من يطلق عليهم «مراهقو العملات المشفرة»، وهم أولئك الذين دخلوا السوق عن طمع بحثاً عن الثراء السريع والهرب منها مؤقتاً والعودة لتحقيق ضربة ربحية جديدة، لكن الجديد الآن أن أسواق العملات المشفرة تشهد هجرة جماعية من الاستثمار تحسباً للانهيار الكبير، وخوفاً من استمرار مسلسل الخسائر في ذلك القطاع.