الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

خفض التلوث.. الحكومة الهولندية في مواجهة المزارعين الغاضبين

خفض التلوث.. الحكومة الهولندية في مواجهة المزارعين الغاضبين

خطط الحكومة الهولندية اثارت احتجاجات في أنحاء البلاد من قبل المزارعين

ينخرط المزارعون الهولنديون في صيف يسوده السخط الذي لا تظهر فيه أية علامة على التراجع، يتظاهر المزارعون ضد خطط الحكومة الخاصة بكبح انبعاثات أكسيد النيتروجين والأمونيا التي يقولون إنها تهدد بتدمير نمط حياتهم؛ تهدف الحكومة إلى تقليل انبعاثات النيتروجين بنسبة 50% بحلول عام 2023، وخصصت 24.3 مليار يورو (25.6 مليار دولار) إضافية لتمويل التغييرات الضرورية.

أثارت الخطط احتجاجات في أنحاء البلاد من قبل المزارعين الغاضبين الذين يعتقدون أنها غير مجدية وتهدد مصادر رزقهم، نظم المزارعون احتجاجات حاشدة وقطعوا الطرق السريعة بجراراتهم، كما اشتبك المزارعون مع الشرطة خارج منزل الوزير المسؤول عن سياسات الحكومة الخاصة بالنيتروجين.

وقد تؤدي أهداف تخفيض الانبعاثات إلى تغيير جذري في قطاع الزراعة المربح في هولندا، وقد ينذر هذا أيضاً بإصلاحات مماثلة -واحتجاجات- في دول أوروبية أخرى تضخ قطاعاتها الزراعية هي الأخرى الملوثات.

انخفاض التنوع البيولوجي

يوجد في هولندا البالغ عدد سكانها 17.5 مليون نسمة، 1.57 مليون بقرة ألبان مسجلة وأكثر من مليون بقليل يتم تربيتها للحوم، بحسب البيانات الرسمية، وفي عام 2019 أنتجت مزارع الدولة صادرات بقيمة 94.5 مليار يورو، ويعمل أكسيد النيتروجين والأمونيا على رفع مستويات المغذيات والحموضة في التربة، ما يؤدي إلى انخفاض التنوع البيولوجي، ويؤدي النيتروجين المحمول جواً إلى تكون الضباب والجزيئات الدقيقة التي تضر بصحة البشر.

والشهر الماضي، كشفت الحكومة عن خريطة تفصل أهداف خفض النيتروجين ووصفتها بأنها «انتقال لا مفر منه»، كما قالت إن العام المقبل سيجعل الأمر واضحاً بالنسبة للمزارعين، وهو ما يمنحهم الاختيار بين أن يصبحوا مستدامين (بشكل أكبر) أو ينتقلوا من أماكنهم أو يتوقفوا.

لكن فيم دير فريز، أستاذ وخبير النيتروجين في جامعة فاغنينغن، يشك في أن هدف الحكومة يمكن تحقيقه في الإطار الزمني الذي حددته، وأشار إلى أن الوضع الحالي أسوأ بكثير منه ثمانينيات القرن الماضي، عندما كانت المشكلة تعرف باسم «المطر الحمضي».

وقال: «بالنظر إلى هذا الإرث، فإنه ليس كذلك، لن نحدث فرقاً كبيراً إذا فعلنا ذلك في 7 أو 10 أو 12 عاماً، وعلينا على أي حال الانتظار لعقود حتى تتحسن الطبيعة بجدية».

فيما يقول المزارعون إن الحكومة تركز على الحد من الثروة الحيوانية وشراء المزارع ولا تعطي اهتماماً كافياً بالابتكار وممارسات الزراعة المستدامة.