أشارت آخر الدراسات إلى بحث طلاب المملكة المتحدة عن وظائف إضافية وزيارتهم بنوك الطعام في العام الدراسي المقبل؛ بسبب تآكل قيمة القروض والمنح إثر ارتفاع التضخم، إذ إنَّ استطلاعاً للرأي أجراه موقع التوظيف «بريكروم» لـ1500 طالب يظهر أنَّ خُمس الطلاب سيضطرون إلى العمل في وظيفتَين عندما تفتح الجامعات أبوابها مجدَّداً في سبتمبر.
إنَّ قروض الإعالة التي يمكن للطلاب التقدُّم بطلبٍ للحصول عليها من الحكومة ستكون الأدنى من حيث القيمة الحقيقية في سبع سنوات، وفقاً لمعهد الدراسات الضريبية، حيث أشار متحدِّثٌ باسم الاتحاد الوطني للطلبة إلى «الطلاب الذين يعملون في وظائف متعددة لتغطية نفقاتهم، والذين لا يستطيعون تحمُّل تكاليف السفر إلى مكتبة جامعتهم، ويخفضون تكاليف طهي الطعام؛ بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة»، مضيفاً أنَّ الأبحاث أظهرت أنَّ آلاف الطلاب يعتمدون على بنوك الطعام وقروض «اشترِ الآن وادفع لاحقاً».
لطالما اضطر الطلاب إلى التوفير، لكنَّ الطفرة الحالية في التضخم تضربهم بشكل خاص لأن القروض الطلابية ثابتة، في حين أنَّ تكاليف المعيشة ترتفع باستمرار، كما أنَّ معظم الطلاب لن يعوَّضوا من خلال زيادات الأجور التي يطالب فيها الأشخاص الذين يعملون بدوام كامل.
يمكن للطلاب الجامعيين في إنجلترا التقدُّم بطلب للحصول على قرض لتغطية نفقات المعيشة التي تُحتسب بناءً على دخل الأسرة وما إذا كانوا يخططون للعيش في المنزل أثناء دراستهم، علماً أنَّ الحد الأقصى للقرض لمن ينتمون إلى الأسر منخفضة الدخل ويدرسون في لندن حالياً يبلغ 12667 جنيهاً استرلينياً (15000 دولار أمريكي)، أي أقل بنحو 1000 جنيه استرليني من الحد الأدنى لكلفة المعيشة في المدينة، وفقاً لمقالةٍ نشرتها «بلومبيرغ» مؤخَّراً. كما أنَّ التكاليف تستمر في الارتفاع بالنسبة لمن يلتحقون بالجامعة خارج العاصمة، حيث تشكِّل تكاليف الإيجار والغذاء المتأثرة بالتضخم بشدة الجزءَ الأكبر من إنفاق الطلاب.
يواجه الطلاب أيضاً مدفوعاتِ فائدةٍ أعلى على قروضهم عند التخرج، رغم أنَّهم لا يضطرون إلى البدء في سداد الدين حتى يكسبوا ما يزيد عن 27295 جنيهاً استرلينياً سنوياً.
أمَّا الحكومة فذكرت مؤخراً أنَّها ستحدِّد الفائدة على سداد القروض بنسبة 6.3%، في حين أفاد متحدث باسم وزارة التعليم أنَّ الحكومة «واصلت زيادةَ الدعم لتكاليف المعيشة على أساس سنوي للطلاب من الأسر ذات الدخل المنخفض منذ بداية الجائحة، حيث يمكنهم الآن الوصول إلى مبالغ نقدية كبيرة».
ولكن توجد إشارات واضحة على أنَّ ارتفاع التكاليف يغيِّر السلوك، حيث ذكرت جمعية «يو سي إيه إس» الخيرية للتعليم أنَّها سجَّلت انخفاضاً في المسافات التي يخطط الطلاب للسفر إليها للتسجيل في برامج التعليم العالي، ما يشير إلى أنَّ الكثيرين يختارون البقاء في المنزل، لذا أعربت كلير مارشانت، مديرة الجمعية، عن قلقها من أنَّ العديد من الطلاب سيختارون عدم الالتحاق بالتعليم العالي على الإطلاق.