السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

برلين تضع يدها على أنشطة مجموعة روسنفت الروسية في ألمانيا

برلين تضع يدها على أنشطة مجموعة روسنفت الروسية في ألمانيا

بلغ النزاع الدائر بين برلين وموسكو على صعيد الطاقة مستوى جديداً، الجمعة، بعدما وضعت ألمانيا يدها على أنشطة المجموعة الروسية العملاقة «روسنفت» في البلاد، في خطوة ترمي إلى «ضمان» إمداداتها النفطية.

وأفادت وزارة الاقتصاد في بيان أن فروع روسنفت في ألمانيا التي تمثل 12% من القدرات الوطنية لتكرير النفط وضعت تحت «وصاية» الوكالة الوطنية المسؤولة عن إدارة شبكات الطاقة.

وأوضحت الوزارة أن الخطوة ترمي إلى «الاستجابة للمخاطر التي تهدد أمن إمدادات» الطاقة في البلاد.

ويشمل قرار وضع اليد فروع روسنفت ألمانيا و«آر إن ريفاينينغ إند ماركتينغ» التي تملك أسهماً في ثلاث مصافٍ كبيرة في البلد هي شفيت وميرو وبايرن أويل.

بذلك، سيكون بوسع السلطات الألمانية التحكم بنفسها بإمدادات مصفاة شفيت الواقعة في شرق البلاد، حيث تملك روسنفت غالبية الأسهم (54,2 %).

وتؤمّن المصفاة ضخ الإمدادات النفطية إلى العاصمة برلين وجوارها.

أما في الموقعين الآخرين أي ميرو في كارلسوره وبايرن أويل في فونبرغ، فلا تملك روسنفت غالبية الأسهم إلى جانب شركات نفطية غربية كُبرى.

وتدخل الوصاية حيّز التنفيذ، الجمعة، على أن تبقى سارية لمدة ستة أشهر.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس في مؤتمر صحفي، إن هذه الخطوة ستجعل بلاده «أقل اعتماداً على روسيا وعلى القرارات المتّخذة فيها».

وسبق لبرلين أن وضعت يدها مطلع أبريل على غازبروم جيرمانيا، الفرع الألماني لغازبروم، لضمان إمدادات الغاز.

مُذ ذاك، وفّرت الحكومة الألمانية مساعدة تراوح قيمتها بين 9 و10 مليارات يورو لإنقاذ هذه الوحدة المهددة بالإفلاس.

حاليا تسعى البلاد إلى ضمان أمن الإمدادات النفطية مستقبلاً، بعدما قرر الاتحاد الأوروبي حظر النفط الروسي على خلفية حرب روسيا لأوكرانيا.

وحالياً تعمل مصفاة شفيت حصراً بالنفط الروسي الذي يتم ضخّه عبر أنبوب دروجبا («صداقة» بالروسية).

لكن بما أن ألمانيا تعهّدت الاستغناء عن استيراد النفط الروسي بالكامل بحلول نهاية العام، سيتعين على الحكومة تعديل آلية عمل المنشأة.

وبوضعها اليد على أنشطة روسنفت في البلاد، تسعى ألمانيا خصوصاً إلى منع الجهة المالكة من التخلي عن بعض أصولها، أو حتى تصفيتها لعدم توافر السيولة الكافية أو النفط الروسي.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك في مؤتمر صحفي: «كان من الممكن أن نجد أنفسنا في وضعية لم يَعُد معها أمن الإمدادات مضموناً» في شفيت.

وتبحث برلين منذ أشهر عن بدائل من النفط الروسي لضمان استمرار أنشطة مصفاة شفيت.

في الموقع يبدي موظفو المنشأة التي تشغّل 1200 شخص، والعاملة بالغاز الروسي منذ ستينيات القرن الماضي، قلقهم حيال مستقبلهم.

والجمعة خلال عرضه خطة تحويل لآلية عمل المصفاة، شدّد شولتس على «وجوب بذل جهود لتبديد قلق العمال على مستقبلهم».

ومن المتوقع أن يرصد لتنفيذ خطة التحوّل «أكثر من مليار يورو» خلال السنوات المقبلة.

وتنصُّ الخطة على تمكين المنشأة من تلقّي إمدادات نفطية عبر مرفأي روستوك في شمال البلاد، وغدانسك في بولندا.