الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

منذ ترقية شبكتها.. «الإيثريوم» تفقد أكثر من 17 مليار دولار من قيمتها

منذ ترقية شبكتها.. «الإيثريوم» تفقد أكثر من 17 مليار دولار من قيمتها

فقدت عملة الإيثريوم الرقمية نحو 17.4 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ أن تم دخول ترقية شبكتها حيز التنفيذ يوم الخميس الماضي حتى الساعة من جلسة اليوم الأربعاء.

وبحسب بيانات موقع «كوين ماركت كاب»، المختص برصد أداء العملات الرقمية، فإن القيمة السوقية للعملات المشفرة تراجعت 9.6% لتصل إلى نحو 162.66 مليار دولار بحلول الساعة 1:15 ظهراً خلال تعاملات اليوم الأربعاء مقارنة بـ180.11 تريليون دولار بنهاية تعاملات الخميس الماضي.

وتراجعت قيمة عملة «الإيثريوم »، في تلك الفترة بنسبة 9.6% خاسرة نحو 0.146 ألف دولار، وذلك بعدما هبط سعرها من مستوى 1.472 ألف دولار في نهاية تعاملات الخميس الماضي إلى نحو 1.326 ألف دولار بتلك الساعة من تعاملات اليوم.

وانتقلت شبكة الإيثيريوم بعد الترقية التي يطلق عليها «الدمج» إلى نظام يُعرف باسم إثبات الحصة الذي يستبدل المعدنين بواسطة المدققين، في خطوة قد تؤدي إلى انخفاض استهلاك الطاقة أثناء عملية التعدين بنسبة 99%، وفقاً لوكالة «بلومبيرغ».

وبحسب الإيثريوم، فقد كان من شأن عملية الدمج أن تخفض المعروض اليومي من وحدات الإيثر الجديدة بنسبة 90%، بعد أن كانت تصل إلى نحو 13 ألف وحدة جديدة يتم تعدينها بشكل يومي.

وكان «بنك أوف أمريكا» قد ذكر في مذكرة بحثية مطلع الشهر الجاري، أن التخفيض الكبير في استهلاك الطاقة بعد الدمج قد يمكّن بعض المستثمرين المؤسسيين من شراء الرمز وكانوا في السابق محظورين من شراء الرموز التي تعمل على «بلوك تشين» وآليات إجماع إثبات العمل.

ويرى المحللون أن دخول الأموال المؤسسية بصورة واسعة إلى فضاء الأصول الرقمية أمر بالغ الأهمية لمستقبلها كفئة أصول، كما أن «الإيثر» نفسه، سيصبح بعد الدمج أحد الأصول الإنتاجية التي يمكن أن تكسب عائدات. ففي عصر ما بعد الدمج يأخذ «الإيثر» بعض الخصائص المعروفة للأصل المالي التقليدي، كشهادة الإيداع التي تدفع فوائد لأصحابها.

وستؤدي الترقية أيضاً إلى انخفاض كبير في المعروض من «توكنات الإيثر» المتداولة، ما قد يمهّد الطريق للإيثر ليصبح «عملة انكماشية» في الأسابيع والأشهر المقبلة، وبالتالي ترتفع أسعارها.

وأصدر البيت الأبيض في الأسبوع الماضي تقريراً يحذر من أن عمليات التعدين لإثبات العمل يمكن أن تعرقل جهود التخفيف من تغير المناخ؛ لذلك فإن خفض استهلاك الطاقة بنسبة 99.95% تقريباً لا يؤدي فقط إلى إنشاء استدامة أكبر للشبكة؛ بل أيضاً سيقطع شوطاً طويلاً نحو خفض حاجز دخول المستثمرين المؤسسيين الذين جاهدوا للمساهمة في أزمة المناخ.

وظلت العملات المشفرة، كالإيثريوم والبيتكوين، تحت نيران الانتقاد بسبب عمليات التعدين التي تُجرى لإنتاج عملات جديدة، وقبل الدمج كان لكل «بلوك تشين» شبكته الواسعة من المعدنين في جميع أنحاء العالم الذين يديرون أجهزة كمبيوتر عالية التخصص، والتي تعمل على حل المعادلات الرياضية، من أجل التحقق من صحة المعاملات، ما كان يؤدي لاستهلاك الكثير من الطاقة وهو أحد أكبر مجال للانتقاد في العملات المشفرة.

ولكن مع الترقية الجديدة انتقل الإيثريوم إلى نظام يُعرف باسم «إثبات الحصة»، والذي يستبدل «المعدنين» بـ«المدققين». فبدلاً من تشغيل بنوك كبيرة أجهزة الكمبيوتر، يستفيد المدققون من ذاكرة التخزين المؤقت الحالية للإيثر كوسيلة للتحقق من المعاملات وصك الرموز الجديدة، وهذا يتطلب طاقة أقل بكثير من التعدين، كما أن الخبراء يقولون عنه إنه سيجعل البروتوكول أكثر أماناً واستدامة.