السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

عدد سكان العالم يتجاوز عتبة 8 مليارات نسمة

عدد سكان العالم يتجاوز عتبة 8 مليارات نسمة

يتجاوز عدد سكان العالم عتبة 8 مليارات نسمة، الثلاثاء، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن «هذه العتبة فرصة للاحتفال بالتنوع والتطوّر مع مراعاة المسؤولية المشتركة للبشرية تجاه الكوكب».

وترجع الأمم المتحدة النمو السكاني إلى تطور البشرية، إذ إن الناس باتوا يعمّرون أكثر بفضل تحسن خدمات الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية والأدوية.

كما أن الأمر يأتي ثمرة لارتفاع معدلات الخصوبة، خصوصاً في بلدان العالم الأكثر فقراً، ومعظمها في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، ما يعرّض أهداف التنمية للخطر.

هل يتجاوز العدد إمكانات الأرض؟

فاقم النمو السكاني التداعيات البيئية للتنمية الاقتصادية، لكن فيما يخشى البعض من أن يتجاوز عدد 8 مليارات نسمة إمكانات الكوكب، يشير معظم الخبراء إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في الاستهلاك المفرط للموارد من قبل الأشخاص الأكثر ثراءً.

وقالت الرئيسة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان نتاليا كانيم: «يعبّر البعض عن قلقهم من أن عالمنا يعاني الاكتظاظ السكاني.. أنا هنا لأقول بوضوح إن عدد البشر بحد ذاته لا يشكّل مدعاة للقلق».

بدوره، قال جويل كوهين من «مختبر جامعة روكفيلر للسكان» لوكالة فرانس برس، إن السؤال بشأن عدد السكان الذين يمكن للأرض تحمّلهم يحمل جانبين: الحدود الطبيعية والخيارات البشرية.

وتؤدي خياراتنا إلى استهلاك البشر موارد حيوية تتجاوز بأشواط إمكانات إنتاج الكوكب كل عام، مثل الغابات والأراضي.

على سبيل المثال، يؤدي الاستهلاك المفرط للوقود الأحفوري إلى مزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسؤول عن الاحترار العالمي.

وقال كوهين: «نحن أغبياء ونفتقر إلى بعد النظر، نتسم بالأنانية، لا نستخدم المعلومات المتوافرة لدينا، هنا تكمن الخيارات والمشكلات».

لكنه رفض فكرة أن يكون البشر بمثابة لعنة حلّت على الكوكب، مشيراً إلى ضرورة إتاحة خيارات أفضل أمامهم.

خفض النمو

يعد عدد السكان حالياً أعلى بثلاث مرّات عن ذاك المسجّل عام 1950 والذي بلغ 2.5 مليار نسمة.

لكن بعدما بلغ ذروته مطلع ستينات القرن الماضي، تباطأ معدل النمو السكاني بشكل كبير، وفق ما أفادت ريتشل سنو من صندوق الأمم المتحدة للسكان فرانس برس.

وتراجع النمو السنوي من ذروة 2.1% بين عامَي 1962 و1965 إلى أقل من 1 في المئة عام 2020.

ويمكن أن يتراجع أكثر إلى نحو 0.5% بحلول عام 2050 نتيجة تراجع معدلات الخصوبة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وتتوقع الأمم المتحدة أن يواصل عدد السكان النمو ليصل إلى نحو 8.5 مليار في عام 2030 و9.7 مليار في 2050، ليبلغ ذروته مع نحو 10.4 مليار نسمة في ثمانينيات الألفية الحالية.

لكن حسابات مجموعات أخرى أفضت إلى أرقام مختلفة.

وقدّر معهد المقاسات الصحية والتقييم في دراسة عام 2020، بأن العدد الإجمالي لسكان العالم سيبلغ ذروته بحلول عام 2064، من دون أن يصل إطلاقا إلى عشرة مليارات، ليتراجع لاحقاً إلى 8.8 مليار بحلول 2100.

الموت الأسود

ارتفع عدد سكان العالم بشكل هائل منذ ظهور أوائل البشر في أفريقيا قبل مليوني عام، إذ لم يتوقف ازدياد عدد الأشخاص الذين يتشاركون موارد الأرض إلا لفترات خاطفة.

كان أجدادنا يعتمدون على البحث عن الطعام إما عبر الصيد أو وسط النباتات وكانوا لا ينجبون كثيراً مقارنة بالسكان الذين استوطنوا لاحقاً سعياً للحفاظ على نمط حياتهم القائم على التنقل.

وجلب إدخال الزراعة في العصر الحجري الحديث، أي قرابة اعام 10000 قبل الميلاد، أول تقدّم كبير عرفته البشرية.

وحملت الزراعة معها التوطين والقدرة على تخزين الغذاء، وهو أمر أدى إلى ارتفاع كبير في معدلات الولادات.

ومن نحو 6 ملايين نسمة في 10000 قبل الميلاد، قفز عدد سكان العالم إلى 100 مليون نسمة عام 2000 قبل الميلاد ومن ثم إلى 250 مليوناً في القرن الأول ميلادي، بحسب المعهد الفرنسي للدراسات الديموغرافية.

ونتيجة الطاعون الذي يعرف بـ«الموت الأسود»، تراجع عدد سكان العالم بين عامَي 1300 و1400 من 429 إلى 374 مليوناً.

كما تسببت أحداث أخرى على غرار «طاعون جستنيان» الذي ضرب منطقة البحر الأبيض المتوسط على مدى قرنين من 541 إلى 767، والحروب مطلع العصور الوسطى في أوروبا الغربية، بانخفاض موقت في أعداد البشر على الأرض.

ومنذ القرن التاسع عشر، بدأ عدد السكان الارتفاع بمستويات هائلة، وهو أمر ارتبط إلى حد كبير بتطور الطب الحديث والتصنيع الزراعي، ما عزّز الإمدادات الغذائية العالمية.

ومنذ عام 1800، قفز عدد سكان العالم ثماني مرّات، من قرابة مليار إلى ثمانية مليارات نسمة.

وكان تطوير اللقاحات السبب الأساسي وراء ذلك، إذ ساعد لقاح الجدري خصوصا في التخلّص من أحد الأمراض الأكثر فتكاً في التاريخ.