من المتوقع أن تطلق حكومة المملكة المتحدة صندوقاً بقيمة 700 مليون جنيه استرليني في وقت مبكر من هذا العام، سيوفر سيولة طويلة الأجل لإعادة بناء بعض الأجزاء الأكثر حرماناً في بريطانيا، حيث تتطلع إلى تعزيز سياسة التسوية. وسيتم إنشاء صندوق الثروة المجتمعية «CWF» من عائدات الحسابات المصرفية المنسية، ويعمل بشكل مستقل عن وايتهول، وفقاً لأشخاص مطّلعين على تفكير الحكومة تحدثوا لفاينانشيال تايمز. وسيتم استهدافها فيما يُسمى بالمناطق «المتروكة»، والتي كافحت تقليدياً للفوز بمنح حكومية وغيرها من التمويل الخيري.
وإذا تم التأكيد، فإن CWF سيمثل انتصاراً لأكثر من 600 منظمة خيرية وأعضاء برلمانيين ورؤساء بلديات مترو في مانشستر وبرمنغهام الذين ضغطوا من أجل المخطط لعدة سنوات. ويُعدُّ الصندوق مستوحى جزئياً من نجاح برنامج Big Local التابع لليانصيب الوطني، والذي أعطى مليون جنيه استرليني لـ150 حياً إنجليزياً لإنفاقها على النحو الذي رأوه مناسباً لتطوير البنية التحتية لمجتمعهم على مدار فترة تتراوح من 10 إلى 15 عاماً.
قال مات ليتش، الرئيس التنفيذي لـ Local Trust، الهيئة التي تم إنشاؤها في عام 2012 لتقديم Big Local، إنَّ CWF الجديد سيكون «إيجابياً للغاية». وأضاف: «هناك قاعدة أدلة متزايدة تدعم قضية هذا النوع من تمويل المرضى طويل الأجل، باعتباره أمراً بالغ الأهمية لتحويل الآفاق الاجتماعية والاقتصادية لمجتمعاتنا الأكثر حرماناً».
كانت فكرة الصندوق خاضعة لاستشارة حكومية في عام 2022، ويُنظر إليها على أنها تلعب دوراً داعماً مهماً في أجندة رفع المستويات الرئيسية للمحافظين، بهدف الحد من التفاوتات الإقليمية، يقود جدول الأعمال الوزير مايكل جوف. وقال الوزراء إنَّ الرد على المشاورات قد يأتي في موعد أقصاه 26 يناير الجاري. فيما أكَّد المطّلعون على وايتهول أن جوف دعم شخصياً الصندوق، الذي سيتم إنشاؤه باستخدام نظام الأصول الخاملة. ومنذ عام 2008، سمح المخطط بإعطاء الأموال غير المطالب بها من حسابات البنوك وجمعيات البناء لأسباب وجيهة.
وتم توسيعه في فبراير 2022 ليشمل التأمين والمعاشات والأوراق المالية، وفتح حوالي 880 مليون جنيه استرليني للاستخدام في جميع أنحاء المملكة المتحدة. وسيتم من هذا المبلغ توفير 738 مليون جنيه استرليني لإنجلترا بمرور الوقت. وقال داني كروجر، النائب عن حزب المحافظين الذي كتب في عام 2020 تقريراً عن سلطة المجتمع المحلي لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون، إنَّ الصندوق سيختلف عن مجموعة منح التسوية التي تُدار من وايتهول في ناحيتين أساسيتين.
وأضاف كروجر أن «الاختلافات الرئيسية هي أن هذا الصندوق سيدار من قبل مؤسسة منفصلة، وليس وايتهول، والأهم من ذلك أن هذه الأموال ليست جزءاً من الإنفاق الحكومي، لذلك فهي ليست محدودة بالوقت». وقال كروجر إنَّ الحكومة يجب أن تستجيب للدعوات القوية من مختلف الأحزاب من أجل CWF جديد؛ لأنه سيدعم الأجزاء المحرومة من المملكة المتحدة ذات السجلات الضعيفة للفوز بعطاءات تنافسية للمنح الخيرية والحكومية.
وأظهرت بياناتها أن الأشخاص في تلك المناطق تلقوا، في المتوسط 7.77 جنيه استرليني في شكل منح خيرية وطنية لكل فرد، وهو أقل بكثير من المتوسط الوطني البالغ 12.23 جنيه استرليني، وحصل نصفهم على أقل من 5 جنيهات استرلينية للفرد.
وأضاف كروجر أن CWF يقدم أكثر من مجرد فائدة مالية، حيث إن الطريقة التي تم إنفاقها ستقررها المجتمعات نفسها، بناءً على المفهوم المحلي الكبير. ورفضت وزارة الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة، المسؤولة عن الاستشارات بشأن تمويل الأصول الخاملة، التعليق على إنشاء CWF.