الاثنين - 17 مارس 2025
الاثنين - 17 مارس 2025

الحفاظ على برودة الكوكب يجنب العالم حمى الضنك

أظهرت دراسة جديدة أن الملايين يمكن أن يتجنبوا حمى الضنك القاتلة إذا أفلح العالم في الحد من ارتفاع درجات الحرارة. وبحسب موقع نيوز ترست، فإن أكثر من 3 ملايين حالة من حمى الضنك، وهي أسرع أمراض المناطق المدارية انتشاراً في العالم، يمكن تجنبها كل عام إذا قلصت درجة حرارة الأرض بنسبة 1.5 درجة مئوية. ويركز الباحثون في الدراسة، التي تعد الأولى من نوعها التي تظهر الفوائد الصحية لكوكب أكثر برودة، على الآثار البشرية والتنموية لتغير المناخ. وتسبب عدوى الضنك الفيروسية التي تنقلها البعوضة أعراضاً تشبه أعراض الإنفلونزا، ويمكن أن تكون قاتلة إذا تطورت إلى شكل نزفي حاد. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فقد ارتفعت نسبة الحالات السنوية من حمى الضنك لثلاثين ضعفاً في الأعوام الخمسين الماضية. ووجد باحثون من جامعة إيست أنجليا في بريطانيا أن الحد من الاحترار درجتين مئويتين (3.6 درجة فهرنهايت) يمكن أن يخفض حالات حمى الضنك السنوية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بما يصل إلى 2.8 مليون بحلول نهاية هذا القرن. وأكدت الدراسة أن نصف مليون حالة أخرى من أمريكا الجنوبية يمكن منعها إذا استمر انخفاض درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية. وأشار المؤلف الرئيس للدراسة فيليبي كولون غونزاليز إلى أن «هناك قلق متزايد بشأن الآثار المحتملة لتغير المناخ على صحة الإنسان». وأضاف أن الدراسة تعتبر الأولى التي تتناول «الفوائد الصحية المهمة لخفض الاحترار من درجتين مئوية إلى 1.5 درجة مئوية». وتسبب تغير المناخ منذ عام 2000 بإلحاق ضرر شديد بصحة البشر تمثل في انتشار بعض الأمراض المنقولة بواسطة البعوض، ونقص التغذية بسبب فشل المحاصيل، وفقاً لتقرير نشرته مجلة لانسيت في أكتوبر الماضي. وكانت منظمة الصحة العالمية قد قدّرت في وقت سابق أن هناك 250 ألف حالة وفاة إضافية كل عام ستحدث بين عامي 2030 و2050 بسبب تغير المناخ. وأكد المؤلف المشارك في الدراسة إيان ليك: «فهم وقياس تأثير الاحترار على صحة الإنسان أمر حاسم ويقتضي التأهب والاستجابة حفاظاً على الصحة العامة». وأضاف: «من الواضح أنه يتعين عمل الكثير لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وبسرعة إذا أردنا تجنب هذه الآثار». وتصيب حمى الضنك نحو 390 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام، مع ما يقدر بنحو 54 مليون حالة في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، وفقاً للدراسة، التي نشرت في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم. ولا يوجد علاج لمرض حمى الضنك، بينما يوصي الخبراء الطبيون بالاكتشاف المبكر والرعاية كأفضل طريقة للتغلب على العدوى.