2018-06-01
ما بين الترويج المباح والزهو البريء وبين الرياء شعرة تقطعها هواية بعض المتطوعين في تصوير وتوثيق ونشر أعمالهم الإنسانية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك وسنابشات.
ويضع متطوعون في الحملات الرمضانية صوراً لهم على مواقع التواصل الاجتماعية المختلفة وهم ينفّذون أعمال الخير، الأمر الذي عده البعض نوعاً من الرياء بغرض الوصول إلى الشهرة.
وحذّرت جمعية الإمارات للتطوع في الشارقة من هوس التصوير الذاتي «السيلفي» الذي انتشر في رمضان وامتد ليطال أعمال الخير التي يتصدى لها الشباب والفتيات المتطوعون.
وأفادت رئيسة مجلس إدارة الجمعية سحر العوبد أن متطوعين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لإبراز أنفسهم عند تأديتهم للأعمال الخيرية في رمضان، سواء أثناء المشاركة في حملات إفطار الصائمين أو زيارة الأيتام ودار المسنين، ما يسلب العمل الإنساني جوهره.
وأوضحت أن أغلبهم ينشرون صورهم ليس بهدف التوثيق والحرص على نشر ثقافة التطوع بل بحثاً عن الشهرة بدليل حرصهم على التقاط الصور مع مشاهير المجتمع.
وطالبت الجهات والجمعيات التطوعية بتقنين استخدام منتسبيها التصوير، مشيرة إلى أن التقاط الصور العادية أمر مقبول إلا أن المبالغة في إظهار المتطوع نفسه في الحملات غير مقبولة.
ونوهت بأن هناك شباباً يتجملون بفعل الخير نتيجة رغبة بعضهم في إشباع حبه للظهور وإبراز دوره في عملية التطوع، لكنهم ما يلبثون أن يندمجوا في العمل التطوعي، ما يعزز قيم الأخلاق الإنسانية ويساعد على نشر الفضيلة.
من جانبه، قال الإمام والخطيب في الشارقة أحمد صبري أن هذا السلوك منتشر بين كثيرين بشكل لافت وملحوظ، مبيناً أهمية أن تكون النية بعيدة عن الرياء لكسب الأجر النبيل، فالمسألة تحتمل أمرين «مباح ومحرم».
وأشار إلى أن المباح هو أن يكون القصد منه إشاعة الخير وتحفيز الناس على البر والتقوى، أما المحرم فهدفه الرياء وهو إظهار القصد بقرائن واضحة ولكن هدفه الرياء و«الشو».
من ناحية أخرى، ذكرت المتطوعة أماني الحمد أن التطوع يستهدف غرس قيم إنسانية نبيلة، لكن بالنسبة لبعض الفرق الجديدة، ربما يكون الهدف ملء أوقات الفراغ أو حباً للاستكشاف لا رغبة في خدمة المجتمع.