الثلاثاء - 20 مايو 2025
الثلاثاء - 20 مايو 2025

توثيق الخدمة الوطنية بحكايات الميدان

يرى الكاتب الإماراتي مانع المعيني أن عدداً كبيراً من الكتاب الشباب أعداء أنفسهم، إذ يستعجلون الشهرة عبر إصدار مؤلفهم الأول من دون تدقيق أو تمحيص فيصابون على إثر ذلك بالندم، الأمر الذي دعاه إلى تدشين مشروع الوكيل الأدبي «كشمة» لدعم الكتاب الشباب وخططهم الأدبية المستقبلية. ويعتقد المعيني أن الساحة تعاني من وجود بعض الأجناس الأدبية كرواية السيرة الذاتية، الأمر الذي دعاه إلى تأليف كتابه الوطني «حكايا الميدان» الذي لاقى اهتماماً كبيراً من القراء والشباب المقبلين على أداء واجب الخدمة الوطنية، لما يضمه من تجارب واقعية من أرض الميدان. عاب على بعض دور النشر إصرارها على مد السوق بالغث والسمين من الكتب، لأنها فقط لا تنظر إلا إلى الربح لذلك تهرول وراء نجوم سوشيال ميديا لاستكتابهم بغية تحقيق هدفها من دون مراعاة قيمة المادة المكتوبة، مشيراً إلى أن مثل هؤلاء إنما هم كتاب لحظيين سيختفون بعد نضوب أفكارهم المتواضعة. وفي حوار مع «الرؤية»، أكد المعيني أن فرحة حفل التخرج في الخدمة الوطنية لا تضاهيها فرحة أي إنجاز في الحياة، كما أن شهادة الخدمة الوطنية لا ترقى إلى منزلتها أكبر شهادة أكاديمية، إذ هي دليل الولاء والانتماء، وبرهان أن بإمكان الوطن الاعتماد على شبابه، مبدياً فخره بامتلاك سلاحين في خدمة الوطن، القلم والبندقية: وتاليا الحوار. ما الذي دعاك إلى تأليف كتاب «حكايات الميدان»؟ - الهدف الأول هو توثيق تجربة للأجيال القادمة، والثاني إعطاء الزملاء والشباب الإماراتيين الذي سيلتحقون بالخدمة الوطنية فكرة مبسطة عن تجربتي لتحضير أنفسهم نفسياً لنيل هذا الشرف، أما السبب الثالث فهو أن أدب التجارب على الساحة الثقافية الإماراتية نادر، فأردت أن يتزود القارئ بإصدار من هذا النوع من الفنون. ألم تواجه أي صعوبة في طرح الكتاب من موافقات أو معلومات و صور معينة؟ - على العكس، فقد وجدت تعاوناً من هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية والتوجيه المعنوي، وجرت الأمور بكل سلاسة وفق الإجراءات المتبعة، كما اطلع رئيس الهيئة اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون على المادة بشكل كامل وأثنى على العمل، وكان سعيداً للغاية بأن أحد مجندي الخدمة الوطنية خرج بهذه المادة الأدبية التي وصفها بالرائعة ووجه بالدعم. وماذا عن الصور التي يحويها الكتاب؟ - زودني التوجيه المعنوي بجميع الصور التي طلبتها لدعم فصول الكتاب. ألم تفكر في تأليف كتاب عن الشهداء؟ - بالفعل أقدمت على هذه الخطوة لتخليد ذكرى شهدائنا، وسيأخذ دوره في التحضيرات والموافقات الرسمية. من أين أتت فكرة مشروع «كشمة»؟ - «كشمة» هو مشروع أدبي ثقافي وأول وكيل أدبي في الإمارات، جاءت فكرته عقب مشاهدتي بعض الأعمال غير الناضجة في أحد معارض الكتاب في الدولة وقلت في نفسي لو وقع هذا العمل في يدي قبل النشر لغيرت فيه كذا وكذا للأفضل. وما الهدف منه؟ - أن يكون مصححاً وموجهاً ومرشداً لعدد من الكتاب، إذ كنت أؤدي هذا العمل على صعيد الأصدقاء من دون أي شيء رسمي، لكن رأيت أنه لا بد من وجود كيان رسمي كي أتعامل مع الكاتب ودور النشر بشكل أفضل. كم إصدار اشتغلت عليها حتى اليوم؟ - في معرض الشارقة الدولي للكتاب خرجنا بخمسة إصدارات، وحالياً نعمل على ثمانية إصدارات، والأمر متجه نحو الزيادة، بعدما لاحظ الكتاب أهمية الأمر، والثقة المتبادلة بيننا وبين المؤلفين. وكيف كانت ردة فعل الكتاب الذين تعاونتم معهم في «كشمة»؟ - كانت إيجابية بشكل كبير، يكفي أنهم ذكروا في أحد المحافل الأدبية أننا زرعنا فيهم الثقة فيهم لنشر أعمالهم الأدبية الأولى بشكل أكثر مهنية واحترافية. كيف ترى تواجد الكتاب الإماراتيين الشباب في كافة الأجناس الأدبية؟ - لدينا الكثير من الكتاب الشباب في كافة الأجناس الأدبية، مثل الرواية والشعر، لكن هناك تقصير في جانب الأعمال المتخصصة بشكل أكبر، ففي الرواية على سبيل لا يوجد لدينا روايات بوليسية، فكل جنس أدبي تنحدر تحته أصناف عدة هناك ما يكتب فيه بكثرة، ومنها ما لم يتطرق إليه أحد مطلقاً. برأيك، ما أبرز المشاكل التي تواجه الكتاب الإماراتيين الشباب؟ - أكبر ما يواجههم يأتي من أنفسهم، وهو التسرع، وهذا خطأ معظم الكتاب بشكل عام، فعندما تسأل أي أديب ما العمل الذي ندمت عليه سيقول أول إصدار له، وبالتالي هذا الأمر ينطبق على الكثير من كتابنا الذين يملكون الموهبة ويتسرعون في طرح الإصدار الأول لهم، ومن ثم يكتشفون خطأهم. وماذا يواجههم على الساحة الأدبية بشكل عام؟ - لا بد وأن يكون المؤلف أكثر درية بالساحة الأدبية ويحدد مساره الصحيح كي لا يخدع ببعض الأمور، فثمة دور نشر تجارية لا تهتم بالكيف، بل بالكم، ونحن ككتاب نعاني منها لأنها تنشر الغث والسمين، والغريب أن هناك دور نشر ترفض التحدث معها في هذا الجانب ولا تقتنع إلا بوجهة نظرها، على الرغم من تذمر الكتاب الكبار من هذه الظاهرة. وما الذي يدعو دار نشر لطرح كتاب دون مستوى من وجهة نظرك؟ - للأسف تنظر دور النشر هذه إلى صاحب المادة وعدد متابعيه على صفحات ووسائل التواصل الاجتماعي والدعاية التي ستجنيها من ورائه، ونحن في هذه الحالة لا نستطيع أن نطلق عليه مسمى كاتب حقيقي، بل هو كاتب لحظي سيختفي بعد إصدار أو إصدارين بعد نضوب أفكاره المتواضعة. كيف ترى تواجد المؤلفين الشباب في معارض الكتب؟ - بالفعل هناك تواجد وحضور كبير، وثمة مبادرات جديدة لولا معارض الكتاب لما سمعنا عنها، لكن المشكلة أن عدد الكتاب أصبح أكثر من عدد القراء الذين لم يعد يهتمون كثيراً بالقراءة. ما جديدك للمرحلة المقبلة؟ - حالياً أوقفت كل الإصدارات، ومن الممكن أن أستمر كذلك لعام ونصف أو عامين، لكنني مستمر من خلال الوكيل الأدبي «كشمة». ولماذا التوقف لهذه الفترة الطويلة؟ - قررت أن أعمل بتروٍ أكثر، فمن الممكن أن تكتب الرواية في أسبوع أو عشرة أيام، إلا أن التدقيق والمراجعة يحتاجان الكثير من الوقت لإثراء المادة وتوثيقها بمعلومات من مراجع، وفي الوقت نفسه كي يأخذ كتابي الوطني «حكايات الميدان» حقه من الاهتمام والدعم.