الثلاثاء - 11 فبراير 2025
الثلاثاء - 11 فبراير 2025

غبقات تجافي التراث وتتحول ساحة تفاخر عبر سوشيال ميديا

تخلت مجالس غبقات رمضانية عن جوهرها المجتمعي الذي وجدت من أجله وهو التقارب بين الأهالي والأصدقاء وانقلبت إلى ساحة للتفاخر عبر مواقع سوشيال ميديا بعد أن استغنت عن المظاهر التراثية وتحولت من الفريج إلى الفنادق واستبدلت الوجبات التقليدية مثل الجشيد والخنفروش بسوشي وسيمون فيميه. وتنظم الغبقات الرمضانية طوال شهر رمضان المبارك لكن تزداد وتيرتها في العشر الأواخر من الشهر الكريم، إذ يدعى لحضورها الأهل والأصدقاء كونها فرصة لتعزيز الترابط الاجتماعي. لكن وأخيراً خرجت هذه المجالس من إطارها الذي أوجدت له إلى مناسبة للتفاخر بعد أن عمد منظمون إلى حجز قاعات في فنادق خمسة نجوم بإيجار يصل إلى 100 الف درهم، مع الاستعداد لها بتحضير أزياء خاصة من أشهر دور عرض الأزياء. وعرفت الخبيرة في التراث الإماراتي بدرية الحوسني الغبقة بأنها تقليد اعتاده أهالي الخليج منذ القدم، وفيه يجتمعون بعد انتهاء صلاة التراويح ومجالس الذكر في لقاء تراثي يعرف باسم الغبقة وهي مائدة رمضانية تسبق وقت السحور ، ويلتزم الخليجيون عند إحيائها بارتداء لباس تقليدي وإبراز النواحي التراثية. وأشارت إلى ان أصل الغبقة في اللغة هو الغبوق وهو عادة عربية قديمة معناها العشاء المتأخر الذي يسيق السحور أي أنها وليمة تؤكل عند منتصف الليل وهي كلمة عربية تعود إلى حياة البادية ويرجع أصلها إلى "الغبوق" وهو حليب الناقة الذي يشرب ليلاً. وأشارت إلى أن الغبقة تشهد تنوعاً في الأطباق المقدمة وأشهرها سمك الفرش والثريد والهريس، وكذلك البرنيوش أو المحمّر وهو الرز المطبوخ بالسكر أو الدبس، إلى جانب أطباق الحلويات مثل اللقيمات، البلاليط بالإضافة إلى التمر والشاي والقهوة. من جانبها ذكرت المسؤولة عن تنظيم حفلات الغبقات في احدى الشركات المحلية سماح عمر عبداللطيف أنه من المعروف ان الغبقات التراثية كانت مقتصرة فقط على الأسر إلا أنها تطورت لتمتد إلى تجمع احتفالي يضم تحت مظلته كل المعارف والأصدقاء والجيران على أن ينظم في قاعات كبيرة. وأشارت إلى أنها نظمت غبقة في أحد أفخم فنادق شارع بوليفارد محمد بن راشد دبي بقيمة تتجاوز 100 ألف درهم، وصممت لصاحبة الغبقة فستان الحفل الرمضاني لدى اهم مصممي الأزياء، وجلبت للغبقة عدداً من أشهر المطاعم الإيطالية والفرنسية. من جانبها اعتبرت الاختصاصية الاجتماعية فاديا اليوسفي البهرجة التي أدخلت على الغبقات أخرجتها من غطارها والمغزى المراد منها، مشيرة إلى أن الهدف منها هو إضفاء جو من الألفة والود والحفاظ على العلاقات الاجتماعية إلا أن المبالغة أو التكاليف الباهظة قد تفسد ذلك.