2018-06-11
تجتمع في التلسكوب «أل أس أس تي» كل الأوصاف اللازمة لسبر أغوار الفضاء العميق، من أكبر عدسة في العالم إلى أقوى كاميرا رقمية، وهو الآن محور مؤتمر علمي في فرنسا.
ومن المقرر أن يبدأ هذا التلسكوب العمل عام 2020، وهو منصوب في قمة سيرو باشون في جبال الأنديس في تشيلي، وإليه تتجّه أنظار العلماء وآمالهم بأن يحقّق ثورة في علم الفلك، حسب إيمانويل غانغلر المسؤول عن المشروع في فرنسا.
ويقول «إنه مشروع يطلق العنان للأحلام، فعلى مدى عشر سنوات سيقوم هذا التلسكوب ذو العدسة البالغ قطرها 8.4 متر، بتصوير الكون بالأبعاد الثلاثة، وسيكون الأعمق والأسرع والأشمل في إعداد خارطة للسماء هي الأكمل التي تُرسم، حسب ما يظهر من القسم الجنوبي من الأرض».
ويضيف «من النصف الجنوبي للكرة الأرضية يمكننا أن نرى مركز مجرة درب التبانة»، متوقعاً أن يبدأ جمع الصور في الفصل الثاني من 2022.
ويشارك أكثر من 150 عالماً وباحثاً أمريكياً وأوروبياً في مؤتمر علمي في مدينة ليون الفرنسية يُجرى من الاثنين إلى الجمعة حول كيفية عمل هذا التلسكوب، وهو ثمرة تعاون دولي بإشراف الولايات المتحدة.
وتبلغ نفقات تشييد هذا التلسكوب 670 مليون دولار، وقد وُضع حجر الأساس له في أبريل 2015.
والتلسكوب مزوّد بكاميرا رقمية من صنع فرنسي هي الأقوى في العالم (3.2 مليار بيكسل) بلغت تكلفتها 200 مليون دولار، وستلتقط صورة للسماء مرة كل أربعين ثانية.
والكاميرا مجهّزة بنظام آلي لتغيير مراشح العدسات، بحيث تلتقط كلّ صورة بالمراشح الضوئية الستة الموجودة واحداً تلو الآخر، ولا يتطلّب تغيير المرشح سوى 15 ثانية وهو وقت قياسي.
ويقول إيمانويل غانغلر «يريد علماء الفضاء أن يروا السماء بألوان مختلفة لرصد الأجرام، في هاواي يتطلب الأمر نصف ساعة لتغيير المرشح الضوئي لتلسكوب سوبارو، وفي هذا الوقت يتوقف التلسكوب عن المراقبة».
ويضيف «أما في تلسكوبنا، فالأمر يتطلب دقيقتين».
ويستطيع التلسكوب إنتاج كمية هائلة من المعلومات قدرها 500 مليون مليار بايت خلال عشر سنوات يحصي فيها أربعين مليار جرم فضائي.
وأفاد العالم الفرنسي «في حال كان هناك كويكب يهدد الأرض، فسنكون أول العارفين به».
وسيمنح ذلك العاملين في مجال الفضاء «أكبر دليل فلكي معدّ حتى الآن».
وإضافة إلى إحصاء ما أمكن من أجرام المجموعة الشمسية وإعداد خريطة لمجرّة درب التبانة، سيضطلع التلسكوب بمهمة أخرى هي محاولة فهم طبيعة الطاقة السوداء أو الطاقة المظلمة التي ما زالت لغزاً للعلماء.
ويُطلق العلماء على هذه الطاقة اسم السوداء فقط لأنهم عاجزون عن مشاهدة أي شيء.