2018-06-12
كل مكان بما فيه ينضح، والدنيا إناء المؤمن، هكذا يتشكّل المشهد على هيئة سحابة تبقرها الدعوات فتصبّ منها شآبيب الرحمة الغفران، والإنسان سرٌ من أسرار الله في هذا الكون، وفي الصورة يبدو الرجل على هيئة مفتاح، وهو بالفعل مفتاح، وإن لم يكن هو المفتاح بذاته فإنه يحمل الكثير من المفاتيح، وأهمها عندما يكون في المسجد، في هذا المكان تحديداً يكون معه مفتاح السموات، الدعاء، وخطواته إلى المسجد أول درجات الصعود، وهكذا يصعد حتى يصل إلى درجة السجود، في تلك اللحظة يكون جبينه وصل إلى أعلى درجات السمو، يسير الرجل وفوقه ترفرف آية كريمة ترسم له خريطة الطريق والفلاح، آية محمّلة بالرمزيات التي يفهمها المؤمن، فرمزية الكيل تستدعي فوراً الميزان، الذي هو بدوره يرمز إلى العدل، والعدل أكثر إنسانية وعمقاً من المساواة.
العمارة الإسلامية تعطي المكان بُعداً روحانياً، ينعكس ذلك على نفسية المصلي، وكأن المكان يأخذ المصلي للهدوء والطمأنينة، تشعر وكأنك على جناح حمامة بيضاء تطير بك إلى مدائن السلام الأبدية.