السبت - 08 فبراير 2025
السبت - 08 فبراير 2025

جرس الغوص والفراشات .. إبداع يتحدى المرض بالتجريد والهندسة

يسرد 12 فناناً تشكيلياً قصة الإرادة والإبداع وقوة النفس البشرية في مواجهة أقسى الظروف عبر معرض «جرس الغوص والفراشات» في غاليري شوكيس وميستاريا في دبي، محتفين بالتجريد والرمز بسيرة الكاتب جان دومينيك بوبي. وجعل الفنانون الفراشات معادلاً للحرية والانطلاق والأمل والمحبة والعزيمة، تنطلق وتحلق رقيقة جميلة برغم قسوة الظروف، تنقش على جناحيها أنشودة الحياة، وتطير بحلمها. المعرض مستوحى من حياة الصحافي والكاتب الفرنسي بوبي الذي استيقظ ذات يوم ليجد نفسه مشلول الجسد لم يتبق لديه سوى عقله الذي ظل بكامل وعيه. وحاول الفنانون المشاركون في المعرض التأكيد على فكرتهم الأساسية في تحرير العقل وإطلاقه كفراشة تهيم وتنطلق وتحلق في الكون لا يعوقها شيء، عبر تكوينات ورسوم تتداخل وتتفاعل وتعيد تشكيل الحياة. وأبرز التشكيليون الفراشة الملونة بألوان يغلب عليها اللونان الأزرق والأسود بكل درجاتهما، مستخدمين الأكريليك، القماش، الأكسسوارات، والألوان الزيتية في تشكيلات هندسية تجريدية تتفاعل مع الظلال والألوان والأضواء. وتبدو الفراشات في لوحة «لقاء» وكأنها في احتفالية تجسد كل الكائنات الرقيقة في العالم، عبر مجموعة مصغرة من المشاهد الموحية ما بين لقاء الأزرق والأبيض، يتوسطهما حبيبات لؤلؤية سوداء لها بريقها الأخاذ الذي يضفي على المشهد جمالية بصرية. فيما يقدم التشكيليون العرب المشاركون في المعرض نفحات شرقية عبر مجسم «جناح» الذي يبدو من الوهلة الأولى كأنه هلال يحتضن نجمة صغيرة. لكنه في الحقيقة تصوير بصري لجناح الفراشة الزرقاء بحجم كبير مجدولة بخيوط الحرير الزرقاء، على هيكل من الحديد الأبيض وحبيبات الألماس الصغيرة. بينما تجسد لوحة «مقاومة» الحالة النفسية للروائي دومينيك، وهو يجاهد مرضه ومع ذلك لم يمنعه من الإبداع والكتابة. وشبه التشكيليون المرض بفراشات سوداء تحاول أن تغطي سطح اللوحة النقية، وتفرد أطرافها لتخفي كل مفردات اللوحة، ولكن هيهات. في المقابل، تحتفي لوحة «حلم» بانتصار الأديب على مرضه عندما تتوحد الفراشات معاً وتدمج أجنحتها على خلفية من الورق الأبيض الشفاف تتراقص فرحاً، وكأنها في حفل أو عرس للحياة.