2018-06-28
تستعين شركات بموظفين وخبراء في مجال التنمية البشرية متخصصين في تسليم أوراق إنهاء خدمات العمل لموظفيها الذين سرحتهم أو استغنت عن خدماتهم لتأهيلهم نفسياً لمرحلة ما بعد الوظيفة.
واستوردت فكرة «موظف التفنيشات» الذي يهيئ الموظفين لتقبل قرار إنهاء خدماتهم من الولايات المتحدة الأمريكية التي خلقت مئات الوظائف لاستشاريين نفسيين وفي مجال التنمية البشرية لدرء التداعيات السلبية على حالتهم النفسية.
وأوضح لـ «الرؤية» خبير التنمية البشرية يوسف حمد الجابر أن مهمات موظف التفنيشات المنوطة به لا تتمثل فقط في إخطار الموظفين بإنهاء خدماتهم، بل تتعدى إلى مرحلة أعمق من ذلك عبر مساعدته على رسم مساره المهني بعد إنهاء خدماته، وطمأنته بأن هذه النهاية قد تكون بداية لحياة عملية أكثر ازدهاراً عبر تمكين نقاط القوة في شخصيته.
وأشار إلى أن استحداث مثل هذه الوظائف جزء من المسؤولية الاجتماعية للشركات التي يحمل مديروها وعياً بأهمية حماية موظفيهم من المشاكل النفسية والذهنية التي قد تصيبهم وتؤثر في أسرهم لاحقاً، وبذلك قد يصل أثرها إلى المجتمع بأكمله.
وقال: «إن الحفاظ على الاستقرار النفسي للموظف المسرح يعكس استيعاب الشركات لدورها الاجتماعي في حماية موظفيها من تبعات قرار الفصل على معيشتهم ومسيرتهم المهنية وتقديرهم لذاته، كما أنه يؤثر بالإيجاب في جميع أفراد فريق العمل ويبدد من تشككهم في مدى استقرارهم الوظيفي وصحة القرارات».
وأضاف الجابر أنه تلافياً لهذه العواطف السلبية فإن العديد من المديرين يلجؤون إلى تجنب التوترات الناجمة عن عملية الفصل، موضحاً أن تسريح الموظفين من أصعب القرارات التي يتخذها المدير ضد الموظفين.
ويركز موظف التفنيشات على صناعة الهدف للموظف بعد ترك العمل عبر صياغة جيدة للرسالة والرؤية والتعرف إلى السمات الوظيفية للمهنة التي بإمكانها منح الموظف التقدم الذي يتطلع إليه.
وحسب الجابر، يستفيد الموظفون الذين جرى إنهاء عملهم من خبرات هؤلاء المدربين المتخصصين لدعهم نفسياً وذاتياً على اتخاذ خطوات إيجابية أخرى في حياتهم.
ونصح بعدم إرسال خطاب إنهاء الخدمة عبر البريد الإلكتروني أو الاتصال الهاتفي من موظف الموارد البشرية، نظراً لصعوبة الأمر الذي قد يؤثر في نفسية الموظف، ولا سيما إذا ما كان شاباً لا يمتلك خبرة سابقة.
يذكر أن هوليوود أنتجت فيلماً قبل أعوام يحمل عنوان «فوق الجو» يتحدث فيه عن مهنة «تسليم أوراق التفنيش»، ترشح لست جوائز غولدن غلوب ولعب بطولته جورج كلوني وآنا كندريك.