الاحد - 08 ديسمبر 2024
الاحد - 08 ديسمبر 2024

تذهيب كولاجي بالحروف والكلمات

يزدان غاليري «المرسى» في دبي بمعرض تشكيلي للفنان التونسي خالد بن سليمان يحمل عنوان «يا لطيف»، ويمزج في أعماله بين جماليات الخط العربي في الكتابة القرآنية القديمة والحداثة التشكيلية. لوحات تجريدية تفيض منها الأنوار والتجليات وتغطيها الألوان الزيتية والمائية، مذهبة تارة ومزخرفة تارات أخرى، مستعيناً في تشكيلها بالصلصال الذي طوعه الفنان لخدمة الحروف والكلمات ونتج عنها لوحات دراماتيكية متسقة في الألوان ومتوحدة في المضمون. ويضم المعرض، الذي يستمر حتى 19 يوليو الجاري، عشر لوحات تشكيلية ومجسمات تركيبية، استحضر عبرها الفنان ألق الكتابة القرآنية في زمن العثمانيين وكيف انتقلت إلى خط النسخ. ويركز عبر لوحات «أسماء الله الحسنى» على الفنون الإسلامية بتقاطعاتها الطبيعية في الحروف العربية التي تحقق التوازن وتخلق الإيقاع البصري لدى المتلقي. وأبدع لوحات زينها بأسماء الله الحسنى وحروف وجمل رمزية، مستخدماً فيها الألوان الزيتية والمائية والأكريليك، إلى جانب الكولاج والتذهيب والخزف، منوعاً في أساليبه بين التجريد والزخرفة والرسم على الورق والقماش. وأوضح لـ «الرؤية» الفنان التشكيلي خالد بن سليمان أنه استخدم الخط العربي الكلاسيكي والمطور وبعض الخطوط الرئيسة المعروفة في الرقعة منها «الريحان، النسخ الثلث، الطواقي، والمعنق»، واستغرق لإنجاز لوحاته ما يقارب العام. ويبحر سليمان في لوحاته إلى عوالم روحانية لاستكشاف أسرار الحروف وعوالم ودهاليز الكلمات التي تنطوي على خصائص دلالية وتشكيلية تمتاز بالمرونة الشكلية، أما الهندسية الحروفية فتتقاطع بين الأفقية والعمودية التي تكون مجتمعة شبكة بصرية تبرز جمالية الحروف العربية. وتتجلى في حروفيات الفنان التونسي علامات العشق الروحي للمعاني السامية التي تحملها أسماء الله الحسنى، والتي انعكست نورانياتها على المجسمات ذات الأشكال الدائرية التي تشبه الكرة الأرضية، معتمداً فيها على الصلصال والكولاج. يحاول سليمان عبر أعماله إبراز دقته الفنية في رسم الحروف والكلمات وتحويلها إلى تعابير فنية مرسومة تختزن قوة بصرية، مستنداً فيها على دلالات رمزية لمخطوطات الفن الإسلامي، مضيفاً إليها بصمته التشكيلية عبر تكبير الحروف وتضخيم الأرقام الفردية ودمجها في معركة تجريدية ينتج عنها لوحات دراماتيكية متماهية الألوان. وفي جانب آخر من المعرض، يعرض الفنان التونسي لوحات تحمل اسم «هو» يرصد عبرها الحركة والفراغ، جامعاً بين المنظور الوهمي المتعدد الأبعاد للفن التشكيلي والابتكار التصويري للمخطوطات الإسلامية.