2018-07-05
نجح باحثون في تطوير أول أجنة لحيوانات وحيد قرن في المختبر، وهي محطة أساسية على طريق الحفاظ على هذا النوع المهدد الذي بات على شفير الاندثار.
وكان آخر ذكر وحيد قرن أبيض شمالي واسمه «سودان» نفق في مارس الماضي عن 45 عاماً في محمية أول بيجيتا الكينية، تاركاً ابنة وحفيدة هما آخر ما تبقى في العالم من هذا الجنس الحيواني الأفريقي الذي تضاءلت أعداده بسرعة كبيرة بفعل الصيد غير القانوني.
ومع هذا الزوال، كان كثيرون يعوّلون على العلم لضمان استمرارية هذه الفصيلة المنحدرة من وسط أفريقيا والتي قتلت آخر الحيوانات البرية منها قبل أكثر من عقد.
وأوضح فريق دولي من الباحثين نشرت نتائج أعمالهم في مجلة «نيتشر كومونيكيشنز» أنه «بفضل آليات غير مسبوقة للتلقيح الاصطناعي لدى حيوانات وحيد القرن، تم اجتياز مرحلة أولى أساسية على طريق إنقاذ هذا الجنس شبه المنقرض» عبر تطوير أجنة هجينة في المختبر.
وسحب العلماء من حدائق حيوانات أوروبية أكثر من 80 بويضة من إناث وحيد قرن بيضاء جنوبية، وهو جنس فرعي لا يزال يضم نحو 20 ألف حيوان بري في جنوب القارة الأفريقية.
وجرى بعدها تلقيح البويضات في المختبر، بعضها عن طريق سائل منوي مجمد لحيوانات وحيد قرن بيضاء شمالية وأخرى من النوع الجنوبي، بفضل مختبر إفانتيا الإيطالي المتخصص في عمليات تكاثر الخيل والمواشي.
وحصل المختبر بنتيجة هذه التجربة على سبعة أجنة بينها ثلاثة (أحدها جنوب - جنوب واثنان جنوب - شمال) تم تجميدها.
وأكد توماس هيلدبرانت من معهد لايبنتس للبحوث الحيوانية في برلين «هدفنا يكمن في أن نرى في غضون الأعوام الثلاثة المقبلة ولادة أول صغير وحيد قرن أبيض شمالي».
وأضاف «مع الأخذ في الاعتبار أشهر الحمل الـ 16، أمامنا عام ونيّف للنجاح في زرع جنين لدى أم بديلة لحيوان وحيد قرن أبيض جنوبي في ظل عدم قدرة الحيوانين المتبقيين من فصيلة وحيد القرن الأبيض الشمالي على الحمل».
وأشار هيلد برانت الخبير في التكاثر الحيواني إلى أهمية الإسراع في هذه العملية، إذ إن ابنة «سودان» وحفيدته هما «الوحيدتان القادرتان على تعليم وحيد قرن أبيض شمالي أصول الحياة الاجتماعية».
تتيح الأجنة المطورة مخبرياً في أحسن الأحوال تطوير حيوان وحيد قرن هجين، أما للحصول على ولادة صغير وحيد قرن أبيض شمالي «صاف»، فيسعى العلماء إلى الحصول على بويضات الأنثيين المتبقيتين من هذه الفصيلة في كينيا.
وقال يان ستيسكال من حديقة دفور كرالوفه التشيكية للحيوانات «نأمل التمكن من فعل ذلك بنهاية العام الجاري». وقد ولدت ابنة «سودان» وحفيدته في 1989 و2000 في هذه الحديقة التي حاولت عبثاً إجراء عمليات تلقيح اصطناعي قبل إرسالهما إلى كينيا أملاً في تكاثر طبيعي.